Wednesday, July 4, 2012

لتكن عمامة السيّد تاج مؤتمر التلاقي بين اللبنانيين بكل طوائفهم


لتكن عمامة السيّد تاج مؤتمر التلاقي بين اللبنانيين بكل طوائفهم

الأربعاء 04 تموز 2012، الشيخ مالك الشعار -"

كلما ادلهمت الخطوب وكثرت المحن وطال ليل الأسى والحزن والألم تذكرت صاحب الوجه المشرق المضيء ... بعقله المستنير وبرؤاه الصافية وكأنه يمسك بزمام البوصلة السياسية في لبنان، ما شغلته جزئية أو حدث جانبي عن معركة الأصل وعن الغاية المرجوة من وجود أرباب العمائم والفكر والرأي ..
رحل بجسده نعم ... ولكن ما زال لسانه ينطق ويتكلم...
رحل بجسده ... وبقي عقله وفكره ...
رحل ... ولم يغب عن العين أبداً...
رحل ولكن ... ما زالت مدرسته جامعة، وما زالت مواقفه حاضرة...
ما زال الناس بحاجة إلى الاجتماع حول مائدته الفكرية ورؤيته السياسية..
حرام أن يغيب عن الناس أن لبنان بلد متميز وأن لب تميزه تعدد الانتماء الفكري والثقافي والمذهبي والديني...
وحرام أكثر أن يغيب عن الأذهان أن لبنان يموت إذا ضعف واحد من أجنحته..
تلكم هي بعض رؤاه .. وحدة البلد.. ووحدة المجتمع.. ووحدة الوطن ووحدة الأمة...
ولذلك عاش كبيراً ... ولم يشغل بتحقيق مأرب مذهبي أو طائفي أو سياسي... لأن حجمه كان بحجم الرسالة التي يدعو الناس إليها ....
ميزته الأساسية أنه كان صادقا في ما يدعو الناس إليه وما قال يوماً كلمة قصد خلاف معناها، همه الأساسي الوحدة التي هي صمّام الأمان الوحيد لدرء الفتنة وإطفاء نارها، وكم ينبغي أن نتحدث عن هذا الكبير الذي تفضل علينا بعقله ولم يأخذه معه....
وكم نحن بحاجة أن ندندن حول هذا الجوهر الإنساني الذي كان يعتبر الإنسان القيمة الحقيقية في الحياة..
سماحة العلاّمة الجليل المجدد المجتهد محمد حسين فضل الله كان آية من آيات الله بلين جانبه وصدق محبته وشدّة حرصه على أمته وبلده.. ولم يكن صاحب لقب يُضاف إلى عقله وشخصيته وإنما كان آية حقيقية جعلتنا نذكره بعد مماته ربما أكثر من حياته... لأن الفراغ ببعده اتسع، ولأن الحاجة إليه أشد .. لأن الخلاص الذي ينتظره لبنان لا بد وإلا وأن يمر عبر مدرسته الجامعة وجامعته الهادفة...
محمد حسين فضل الله ... كان رمزاً للتواصل وعِلماً للوحدة والتلاقي، وكان منارة لكل من يُريد أن يسلك طريق المحبّة والعطاء للإنسان.
كل هذه المعاني تجعلنا نعتصر ألما لغيابه و لغياب حركته وسرعة مبادرته التي كان يتحف بها وطنه وأمته عند كل خطب أو حدث..
وفي ذكرى غياب هذا الكبير ... أتقدم من اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بتقديم الرجاء أن تستوقفنا محطات اليأس التي تمر بنا لتكون عمامة السيّد تاج مؤتمر التلاقي بين المسلمين مع بعضهم وبين اللبنانيين بكل طوائفهم..
يرحم الله الإمام المجدد، ويجعل الخير والبركة في عقبه ... في أبنائه النجباء الذين استحقوا لقب وشرف السيّد .. ثم جعل الخير والبركة في كل مؤسساته وفي كل إرثه الفكري والثقافي والإعلامي ... وآمل أن نستحضر ابتسامته يوم أن تمتد الأيادي إلى بعضها لتتصافح وتتعانق.
لكَ من الله شآبيب رحمته وأسكنك الله فسيح جنانه وجمعنا بك تحت لواء سيدنا خاتم الأنبياء والمرسلين.. ولطف الله بالوطن والبلاد والعباد...

* مفتي طرابلس والشمال


http://www.opinion-maker.org/2012/02/lebanon-honoring-mohammed-hussein-fadlallah/