Saturday, February 9, 2013

بيت حقل وكنيسة.من هم "الموارنة...



بيت حقل وكنيسة.من هم "الموارنة"? (دراسة للباطن لتفسير الظاهر)

 الموارنة هم المسيحيون الذين تجمّعوا حول كاهن يدعى مارون وتبعوا نهجه في الحياة.
عاش مارون في جوار إنطاكية في أواخر القرن الرابع. وكانت الكنيسة آنذاك عرضة للانقسامات. فكان الذين يقولون إن يسوع هو اله والذين يقولون انه انسان، والذين يقولون إن له مشيئة واحدة والذين يقولون إن له مشيئتين.
وكانت الخلافات على أشدّها في المدن والقرى وفي البيت الواحد. فترك مارون المدينة وصعد إلى جبل، ليكون في مأمن من المنازعات اللاهوتيّة ويعبد الله.
  وعرف مارون في خلوته على الجبل إن دعوته هي أن يكون مع الشعب. فعاد إلى الرعيّة وراح يعلّم. فكثر تلاميذه ودعوا باسمه، موارنة. مات مارون سنة 410 ولكن تلاميذه تابعوا المسيرة. وفي سنة 451 في أثناء المجمع المسكونيّ الذي عقد في خلقيدونيّة كان لهم موقف صريح. أوضح المجمع العقيدة الصحيحة حول شخص يسوع المسيح. يسوع هو اله وإنسان وله طبيعتان إلهيّة وإنسانيّة… فأيّده الموارنة ودافعوا عن مقرّراته. 


وسرعان ما أصبح أعداء المجمع الخلقيدونيّ أعداء الموارنة الذين دفعوا ثمن ذلك 350 شهيداً، وأخذوا يلجأون على دفعات إلى جبال لبنان.
وكان اللبنانيّون في جبل لبنان قد اهتدوا، في أواخر القرن الخامس، إلى المسيحيّة على يد بعض من تلاميذ مارون وأصبحوا موارنة، فرحّبوا بإخوانهم القادمين إليهم من جوار إنطاكية، وتابعوا معهم المسيرة. ولما استتبّ الأمر نهائياً للعرب في المنطقة، وتعذّر الاتصال ببطريركيّة القسطنطينيّة بصورة منتظمة، اضطر الموارنة إلى أن ينصبّوا، في سنة 687، بطريركاً عليهم هو مار يوحنا مارون.
كان ملك بيزنطية بمثابة ملك الكنيسة. يعيّن بطاركتها ويتدخّل في شؤونها. وكان المسيحيّون يرجعون إليه في كل أمر. ولما نصّب الموارنة بطريركاً عليهم، غضبت بيزنطية. وفي أثناء غزوة شنّتها على المنطقة، حصل اصطدام بين الموارنة والجيش البيزنطيّ في أميون، كانت الغلبة فيه للموارنة، بعدما حشد البطريرك من بلدة سمار جبيل (القلعة) الموارنة للزود عن انفسهم ثم جعل كرسيه الأسقفيّ في كفرحي كرسيّاً بطريركيّاً. وتمكن الموارنة من الحفاظ على كيان شبه مستقل في خلال فترتي الخلافة الاموية والعباسية محافظين بذلك على ديانتهم المسيحية ولغتهم السريانية حتى القرن الثالث عشر عندما تمكن المماليك من إخضاعهم.

ونسي الموارنة سني الشبع وحصّنوا نفوسهم لسني الجوع. فأقبلوا على الصخور يحوّلونها تربة يزرعون فيها القمح والشعير والزيتونة والكرمة والتوتة… وجعلوا رجاءهم في الله وأضافوا إلى صلواتهم هذه الصلاة الرائعة: "أبعد يا رب بصلوات أمك عن الأرض وسكانها ضربات الغضب. لاش الأخطار والفتن، وامنع الحرب والسبي والمجاعة والوباء. تحنّن علينا نحن الضعفاء. افتقدنا نحن المرضى. ساعدنا نحن المظلومين. أرح الموتى المؤمنين الذين انتقلوا من بيننا. وأهّلنا جميعاً إلى مصير امين، لنرفعنّ إليك المجد إلى الأبد".
وقد أقر المجمع البطريكي الماروني 2006 الملف الأول الفصل الأول  ص. 40 الهوية: ”كنيسة أنطاكية سريانية ذات تراث ليتورجي خاص“. ينتسب الموارنة إلى  الكنيسة السريانية وهم يتبعون أنفسهم لسلطة البابا في روما.

وتتخذ الكنيسة المارونية اليوم من  دير بكركي في لبنان مقرًا لها.  يبلغ عدد الموارنة في العالم حوالي ستة ملايين نسمة،  حوالي 900.000 منهم يقطنون في لبنان، ليشكلوا 26% من الشعب اللبناني. وفي دول منهم  سوريا والعراق والإمارات وقطر وفلسطين كما يوجد الكثير من الموارنة هاجروا منذ  القرن التاسع عشر إلى عدد من اصقاع العالم ولا سيما إلى فرنسا  وكندا.
اللغات: عربية ولهجات عربية (السريانية كلغة طقسية وتاريخية.)

الموارنة ( بالسريانية: ܡܪܘܢܝܐ مارونايي)، هي مجموعة دينية تقطن في سواحل بلاد الشام وخاصة في لبنان وتتبع الكنيسة المارونية. 

الأصول (المردة)
أول من تحدث عن أصل الموارنة ونسبه للمردة هو البطريرك الدويهي، نقلاً عن المؤرخ ثيوفانس المتوفى عام 818، وقد قال الدويهي أن المردة هم أنفسهم الموارنة الذي خضعوا لحكم يوحنا مارون، ثم جاء يوسف السمعاني في القرن الثامن عشر ليؤكد هذه النظرية مستخلصًا أنّ "المردة أجداد أهالي لبنان والموارنة الحاليين"، ثم جاء المطران يوسف الدين الذي كتاب بإسهاب حول كون المردة هم الموارنة في كتابه «الجامع المفصّل في تاريخ الموارنة المؤصل».
أما المردة حسب ثيوفانس، فهو قوم هاجموا لبنان عام 669 حين كان خاضعًا الحكم الأموي واستطاعوا السيطرة على البلاد الممتدة من الجبل الأسود وحتى حدود القدس، ويقول ثيوفانس أن أهالي البلاد والعبيد والأسرى انضموا إليهم حتى زاد عددهم عدة آلاف، ما أصاب معاوية بن أبي سفيان بالذعر، فأرسل موفدين إلى الإمبراطور قسطنطين الرابع ليقوم بدفع جزية سنوية مقابل استئمان جانب المردة، فوافق الإمبراطور وحرر الطرفان بذلك وثيقة مدتها ثلاثين عامًا. إلا أنه وعندما أصبح عبد الملك بن مروان خليفة عام 685 كانت الأوضاع الاقتصادية في سوريا سيئة وعادت هجمات المردة من لبنان على أراضي الأمويين، وبنتيجة مفاوضات وافق الإمبراطور يوستيان الثاني على إجلاء المردة من لبنان، وهو ما يلومه عليه ثيوفانس، إذ إنه "هدم بيديه السور النحاسي المنيع في لبنان" مقابل حصول الإمبراطور على ألفي دينار ذهبي سنويًا واقتسام ضريبة قبرص وأرمينيا، وقد بلغ عدد المخرجين من لبنان 12,000 شخص. ويقول الدويهي أن من "الموارنة المبعدين" عمل في البلاط وتزوج أميرات، وهكذا أصبحت العائلة الإمبراطورية مختلطة بالطائفة المارونية، دون أن يقدم تفاصيل أو أي مرجع استند إليه في هذا القول.

العرب
العلاقة بين العرب ولبنان قديم للغاية ويرجع لما قبل الفتح الإسلامي لبلاد الشام بزمن طويل؛ فعلى سبيل المثال، من المعروف أنّ نصيبين استقرت حولها قبائل بني ربيعة إحدى فروع بني تغلب لفترة طويلة، والرقة التي قدمت عشرين مطرانًا كما يذكر المؤرخ والبطريرك ميخائيل الكبير وكانت من أكبر أسقفيات السريان الأرثوذكس استقرّ فيها قبائل بني مضر، أما المناطق التي تواجد فيها موارنة، وشكلت حسب ديونيسيوس التلمحري ثقلهم، فمن ناحية في حمص وريفها من المعروف استقرار قبائل من بني كلب من الفترة السابقة للميلاد، وفي منبج استقرت فصائل من قبيلة طيء وتغلب، طبعًا وفي جميع هذه الأمصار إلى جانب السريان "سكان الهلال الأصلاء"، كما يقول المؤرخ السوري عبد القادر عيّاش، معترفًا بوجود التمازج بين السريان والعرب منذ ما قبل الميلاد. إضافة إلى ذلك، فإن أغلب هذه القبائل التي اعتنقت المسيحية لم تطور مذهبًا أو طقسًا فكريًا خاصًا بها، بل انخرطت في الطقس السرياني أو البيزنطي، ولم يكن هناك طقوس عربية. هذا التجاور المكاني، دفع عدد من المؤرخين ومنهم طانيوس شاهين الرئيس السابق لقسم التاريخ في الجامعة اللبنانية للقول أنه من غير الممكن إنكار وجود جذور عربيّة للموارنة، استنادًا إلى «التجاور المكاني». المؤرخ اللبناني كمال الصليبي حاول توسيع هذه النظرية وقال في كتابه «منزل ببيوت كثيرة» أن الموارنة لهم جذور مع قبائل عربية انتقلت من اليمن إلى بلاد الشام قبل الإسلام، ولم تعتنقه قط، ويصنفها بأنها من العرب العاربة.
خلال الفترة الممتدة من القرن الثاني عشر وحتى التاسع عشر وكما يذكر رستلهوبر، قنصل فرنسا في بيروت فإن الموارنة كانوا قد شكلوا بقيادة الكنيسة والإقطاع المحلي تنظيمًا قويًا، وأنشؤوا القرى الكبرى والبلدات، وعاشوا في جبلهم مدة طويلة في شبه عزلة. غير أنه ومع القرن التاسع عشر وما شهده من نهضة ثقافية وقومية عربية، كان من روادها عدد كبير من الموارنة، دفعت عدد من المؤرخين من أمثال طانيوس نجيم الذي ناقش موضوع "عروبة الموارنة" للقول: "إن لم يكن الموارنة عربًا بالعرق، فهم حكمًا عرب بالثقافة، وبما قدموه للثقافة العربية." يمكن أن يذكر في هذا الصدد جرمانوس فرحات رئيس أساقفة حلب والذي قاد حملة مكافحة التتريك التي نظمتها جمعية الاتحاد والترقي، ويمكن أن يذكر أيضًا ناصيف اليازجي وبطرس البستاني، كما أن المدارس والجماعات التي بدأت أولاً في جبل لبنان كانت "أمهات جامعات المشرق"، ويذكر أيضًا أدوار مماثلة للموارنة في الأدب والشعر العربيين والمسرح والصحافة، ليس فقط في لبنان، إذ إن أعدادًا كبيرة قد هاجرت نحو مصر خلال عهد الخديوي إسماعيل، وإلى العالم الجديد خصوصًا نيويورك التي شهدت ميلاد الرابطة القلمية وريو دي جنيرو حيث نشط إلياس فرحات وسواه. وقد اعترف مؤرخو العرب الحديثون من مسلمين وسواهم بهذا الدور الهام للموارنة في الثقافة العربية.

هذا ونعرض عليكم أبرز دراسة مفصلّة لتاريخ المارونية، كما وردت في كتيب الأب الدكتور يوسف يمين: 

المقدمة

للتوضيح (ايلمارونية وتعني المارونية، بعد ان تمّ إختصار كلمة ايل عبر الأجيال وتباعاً الى كلمة "الـ" ومنها جاءت كلمة الله باللغة العربية)
"إيلمارونية"، أضواء تاريخية فكرية وحضارية جديدة على المارونية. وقد ألمحتُ اليها في إطار نظرية جديدة متكاملة، ولأول مرة، في ملحق جريدة النهار اللبنانية في 31- 11- 1992.
واليوم اطلقها بالفم الملآن والصوت العالي والمتعالي. ومن الشمال بالتحديد اي من المهد الحضاري و اللبناني والماروني– اطرحها امام الموارنة والمسيحيين واللبنانيين. في سماء المشرق وامام العالم كله. "ومن له اذنان سامعتان فليسمع"…

"إيلمارونية"، نظرية فكرية تاريخية حضارية ثقافية علمية صرف. ليس لها علاقة لا بمفهوم "السياسة – المسخ" السائد اليوم، ولا بمفهوم "الطوائفجية" الأمسخ من المسخ التي تلوث أجواءنا الفكرية والعلمية والحضارية… وتشوه حقيقة الدين.

"إيلمارونية " حركة محض فكرية لمن يريد ان يفكر بعقله وليس بجيبه او بطنه او غريزته او اعصابه…

إنها نظرية تاريخية تجمع بين جذور الماضي العريق ونبض الحاضر الواعي والتخطيط البنّاء للمستقبل. وهي موجهة لذوي الأعماق والآفاق الذين لم يقطعوا جذورهم ولم تحجب تفاهة حاضرهم افق المستقبل.

إنها نظرية حضارية تهيء للدخول المناسب في ملحمة القرن الحادي والعشرين حيث بدأ كوكب الأرض يصبح "قرية الكترونية واحدة "… وحيث بدأت هذه القرية تمهد لعلاقات اكيدة مع قرى وبلدان ومدن هذا الكون الرحب الشاسع العجيب الذي يغص ويكتظ بالحضارات المتنوعة…

إنها نظرية علمية. موجهها العقل وهي تهدف الى الوصول الى الحقائق الموضوعية. تنطلق من الدوافع والأسباب والبواعث، تستخدم الوسائل والأساليب الملائمة. وتخلص الى النتائج المناسبة؛ وهي تستند الى القرائن والحجج والبراهين الثابتة في المجالات المحض علمية، كالجغرافيا والتاريخ والجيولوجيا، والطوبونوميا والطوبولوجيا، وعلوم النبات والحيوان والإنسان والإجتماع… ولكن "علمية "هذه النظرية علمية منفتحة. ليست علمية "مسكرة" كما كانت في اواخر القرن التاسع عشر…، بل علمية القرن الحادي والعشرين:

التي تجمع وتوحد بين لامتناهيات ثلاث: اللامتناهي في الصغر (عالم الذرة والإلكترونيات والكومبيوتر…) واللامتناهي في الكبر (عالم الفضاء والحضارات الكونية…)، واللامتناهي في التنظيم (او الفوضى) الإنساني.. وانسان القرن الحادي والعشرين سوف يجمع ويوحد في شخصه هذه اللامتناهيات الثلاث المتكاملة…

"إيلمارونية "نظرية محددة تركز بنوع خاص على البذرة المارونية الأولى، على النواة المارونية الأساسية، على الأصول الأولية للمارونية. ما طبيعة ونوع وجنس هذه البذرة؟ ما مكونات ومقومات هذه النواة في العمق والأساس؟ ما طبيعة وهوية هذه الأصول تحديداً؟ واذا توصلنا الى معرفة حقيقية للبذرة والنواة والأصول، امكننا حينئذ، وحينئذ فقط، التوصل الى معرفة الشجرة. أليست الشجرة، كل شجرة، كامنة في البذور؟ في بذورها التي هي في ارضها؟

لغيرنا، ولو متوهماً، ان يكتفي بالنظر الى مظهر الشجرة المارونية، او ان يلوي اغصانها كثيراً حتى الكسر ليقطف ثمارها، او ان "يضمنها" او يبيعها ظاناً انها ملك ابيه… لغيرنا ان ينساها او يتناساها كسلاً او خوفاً او إمعاناً في الجهل والسطحية والتفاهة. امّا نحن، وخاصة في هذه الأيام المصيرية… فيهمنا ان نعلن للعالم ما هي المارونية الحقيقية الأصلية العريقة. ماهي البذرة او النواة او الأصول المارونية… ما هي الطبيعة، ما هي الهوية، ما هو الكيان، ما هي الذات المارونية في الأصل، في العمق، في الجوهر الأولي الأساسي. ذلك، لأن المعرفة هي برأينا الضرورة الأولى، والبقية تأتي فيما بعد تبعاً لهذه المعرفة. ولأن الفكر هو القوة الأقوى في الحياة، والقوة الأبقى والأخلد…
 أجل! ايها الماروني إعرف ذاتك ولكن إعرفها، على حقيقتها الأعمق والأشمل… فالمعرفة هي بداية الطريق، أية طريق. وخاصة في هذه الأيام المصيرية…

تمهيدالإطار الحيّ المتكامل للذات المارونية
ولكي يعرف الماروني نفسه عليه ان يوفر مسبقاً، في فكره وحياته،شروطاً اساسية،اهمها:

- المعرفة التاريخية للبذور المارونية، للينابيع والأصول والجور الأولى.
- المعرفة الحقة للكيان الماروني، للطبيعة المارونية، للذات المارونية، للجوهر الماروني العميق.
- المعرفة الحقة للمكونات والمقومات والمكنونات المارونية، على جميع الأصعدة.
- المعرفة الحقة للدعوة المارونية، للدور الماروني، في الشرق والعالم…

اليكم باختصار شديد وتبسيط سريع الإطار الكامل الشامل للمارونية، تاريخياً، جغرافباً، حضارياً، وفكرياً…

منذ حوالي 15 ألف سنة هبطت على الأرض بعثة مؤلفة من 200 شخص من حضارة كونية راقية جداً، بغية نشر حضارتها على الأرض. وكانت الأرض عهد ذاك في حالة متخلفة جداً نسبياً… كانت في طور انسان "النِيَانْدرتال" او "الكرومانيون"… ولقد هبطت تلك البعثة على المدارج الضخمة لقلعة بعلبك القديمة - القلعة الأولى التي هي تحت الأرض، والتي يظهر منها بعض المداميك في الجهة الغربية. وفوراً بعد الهبوط صعد افراد البعثة الفضائية الى "جبل لبنان" الذي هو اصلاً وتحديداً "جبل المكمل" اليوم. كانت البعثة مؤلفة من عشر فرق، مجموعها مئتا عنصر. كانت اسماؤهم تنتهي جميعها بـ"إيل"!
 ذلك لأن هذه البعثة الفضائية كانت تحمل ديانة وحضارة الإله الكوني الواحد: إيل. وكانت تريد نشر هذه الديانة وهذه الحضارة في كوكب الأرض… وقد تبنى زعماء البعثة العشرة كبير جبل لبنان في تلك الأيام وكان اسمه: "أخنوخ" – وهو أخنوخ التوراة. لقنوه اولاً أسرار ديانتهم وحضارتهم ثم قواعد معارفهم وعلومهم وفنونهم، لكي ينشرها في كل اصقاع الأرض، اي لكي "يُحضّر" الأرض…

وبالفعل فقد نشر أخنوخ، مع ابنائه واحفاده، وبواسطة سفن فضائية، هذه الديانة وهذه الحضارة في جميع اقطار الأرض. وكان له اسماء عديدة بعدد اسماء مؤسسي الحضارة في القارات والمناطق والبلدان المختلفة. في كل مكان كان له اسم بلغة السكان المحليين: انه اخنوخ التوراة، تور الكنعانيين الأولين (في ملاحم اوغاريت- راس الشمرا) طاطا الفراعنة، تاوتس الإسكندرية، اوانس الميزوبوتاميا، ميترا الشرق الأوسط القديم، هرمس اليونان، مركور الرومان، ابن الآلهة والشمس مؤسس حضارة الأزتيك والإنكا والمايا، هرمس الهرامسة عند المدارس والفرق الدينية السرانية القديمة والحديثة الى اليوم في الشرق والغرب، وهو اخيراً إدريس النبي عند العرب والمسلمين…!!


نقش مصري قديم يمثل تور - تحوت – أخنوخ – هرمس – إدريس كاتبًا، في صورة الطائر أبي منجل.

اجل! كل هذه الأسماء او الألقاب تعني شخصاً تاريخياً واحداً بالذات... وهو الذي انطلق من لبنان واسس، مع اولاده واحفاده، جميع الحضارات المعروفة في الأرض. (لامجال هنا للتفاصيل والإثباتات، بل نتركها الى مؤلف ضخم نعده من حوالي 18سنة،وسوف نبدأ بإصداره قريباً...)

وفي العهد الجديد، وعندما حل ملء الزمان، تجسد إيل نفسه وصار انساناً في شخص يسوع المسيح الذي دعاه الإنجيل نفسه "عمانوئيل" اي "إيل معنا"، او كما يقولون اليوم "الهنا معنا ". وكان انبياء العهد القديم، بفم اشعيا، يتوقعون وينتظرون تجسد إيل، فيقول اشعيا الكبير :"ها ان العذراء تحمل فتلد ابناً يسمونه "عمانوئيل"، اي "إيل معنا ". (راجع انجيل متى:1: 22- 23؛اشعيا:7: 14)

اما اين تجسد إيل ؟ وفي اي موقع جغرافي محدد؟ نحن نؤكد، في سياق نظريتنا المتكاملة، ولأول مرة، ان إيل قد تجسد فعلاً في لبنان ! وكيف كان ذلك؟
لقد تبين لنا من خلال ابحاث مستفيضة، طيلة سنوات طويلة، ان العذراء مريم، عندما بشرها الملاك-والمعروف ان التجسد قد تم في نهاية البشارة- ان العذراء كانت في جبل الكرمل.. وجبل الكرمل، عند جميع الشرقيين القدماء واليونانيين الأقدمين، وكما يؤكد جميع مؤرخي الشرق والغرب، كان جبلاً مشهوراً جداً بالخصب والحياة و الوحي والإلهام والتركيز الذهني والروحي...

وكان الفلاسفة والحكماء والأنبياء يأتون الى جبل الكرمل إما ليسكنوا فيه سنوات عديدة، كما فعل النبي ايليا والنبي اليشاع والعديد من الأنبياء والنبيات في اطار عائلات او مجموعات نبوية منتظمة؛ واما ليمضوا فيه بضعة ايام على شكل رياضة روحية وذهنية، كما فعل فيثاغوراس العالم والفيلسوف اليوناني الكبير ومؤسس اكبر رهبانية في التاريخ، وكما فعل غيره كثيرون من فلاسفة وحكماء اليونان والشرقيين...

في جبل الكرمل بالذات و في ايام المسيح، كان هناك عائلات ومجموعات من الأنبياء والنبيات، ومن المتوحدين والحبساء. وكان هناك دير للأسينيين...، الذين اصبحوا في يومنا هذا معروفين جداً. وكانت اجواء الشرق تنتظر حدوث مفاجأة روحية كبرى، على مثال المجوس... الأسينيون كانوا يترقبون، اكثر من غيرهم، حدثاً روحياً كبيراً، بحسب جدول تنبؤاتهم، كأن يكون مجيءالمسيح المنتظر، او عودة احد الأنبياء الكبار ، او شيئاً من هذا القبيل... واستعداداً لهذا الحدث الروحي الكبير، اختار الأسينيون 12 فتاة في عمر الرابعة عشرة ومن اتقى واطهر العائلات الأسينية وارسلوهم الى ديرهم الأسيني في جبل الكرمل، وكان هؤلاء البتولات الطاهرات بعهدة نبيات اسينيات حكيمات قديسات. ومن بين هؤلاء البتولات كانت واحدة من الناصرة، ناصرة الجليل، تدعى مريم! وهكذا، وفي جبل الكرمل بالذات، وفي دير الأسينيين والأسينيات، بشّر جبرائيل الملاك العذراء مريم بتجسد إيل في احشائها. وجبرائيل كما يقول اسمه هو رجل إيل، رسول إيل. "وها ان العذراء تحمل فتلد ابناً يسمونه "عمّانوئيل" اي "إيل معنا".

والذي يهمنا مما تقدم ان جبل الكرمل هذا، حيث تجسد إيل، كان، كما تؤكد جميع تواريخ العالم وخرائطه، بجميع اللغات من اول التاريخ حتى ايام المسيح، وحتى ايامنا هذه، كان جبل الكرمل في لبنان، في فينيقيا- لبنان... (فلنراجع جميع التواريخ والخرائط الجغرافية في العالم قاطبة...)

اجل! لقد تجسد إيل في لبنان. لقد تجسد الله في لبنان. "ومن له اذنان سامعتان... فليسمع".!

ان المثلث السراني: "إيل - إيل المتجسد- لبنان"يحتوي ويتخطى االظاهرات الجغرافية والتاريخية والإجتماعية ويدخل في سياق التكوين البنيوي، الأرضي والإنساني والكوني. ونحن هنا نحاول ان نكشف طرفاً من "حجاب إيزيس" القديم الذي كان يحجب ايضاً هذه الأرض



تفصيل من إناء فخاري إغريقي يُظهِر، في حذائيه المجنَّحين، الإلهَ هرمس، رسول الآلهة، ومعلِّم الطب وسائر العلوم.
بعد ان تجسد إيل في جبل الكرمل- لاحظوا حتى اللفظة ذاتها: "كرمل" التي تعني كرم او خصوبة او حديقة إيل..! ولد في جنوبي ارض كنعان في قرية "بيت لحم" في مغارة كانت مكرسة لأدونيس اللبناني منذ آلاف السنين!.

وقد رافق يسوع اباه يوسف اكثر من مرة الى لبنان، وعرج على مدرستي صور وصيدا وتأثر بهما. هنا تعرّف، كإنسان، الى ديانة أبيه إيل الموحدة والكونية، والى حضارته ورسالته السامية.

ولهذه الأسباب التحق، مع سابقه يوحنا المعمدان، بجماعة الأسينيين التي كانت تخص إيل باكرام لافت حيث كان كل عنصر من هذه الجماعة يحمل حول عنقه قلادة خاصة كتب عليها اسم: إيل...!

وقد اقام المسيح في لبنان اكثر بكثير مما كتب ومما يُظن. لقد حاولوا ان يطمسوا هذه العلاقة لغاية في نفس يعقوب. ولكن "السماوات لاتغطّى بالقبوات". ولايمكن ان يحجبوا الشمس عند الظهيرة في سماء صافية، برمد عيونهم... لقد صنع المسيح اعجوبته الأولى في قانا الجليل الذي ثبت بما لا يقبل الشك انها في لبنان.

وهكذا في لبنان اعلن إيل المتجسد الوهيته وآمن به تلاميذه. وزار قبور بعض الأنبياء في البقاع الجنوبي والغربي. ولا يمكن الاّ ان يكون قد زار قبر نوح في "الكرك". وبالمناسبة فإن سهل البقاع ظل يدعى سهل نوح حتى بداية العهد العثماني (والخرائط المختصة هي في حوزتنا..)

واذا تابعنا رفع "حجاب إيزيس" قليلاً نقول ونؤكد ان المسيح اكمل زيارة قبور الأنبياء والأقدمين- كما كانت العادة آنذاك فزار قبر كنعان الجد الأول للكنعانيين والملقب "بفينيق". هذا القبر هو هو ذاته الموجوود حتى اليوم في كنف "قرن ايطو"- والملقى في هذه الساعة "على قارعة الطريق" الفرعية الموصلة الى رأس القرن... والملفت ايضاً ان "قرن ايطو" ظل يدعى طيلة قرون عديدة قرن "ادونيس"...! والوادي المقدس- قاديشا- سمي هكذا نسبة الى "ادونيس" في بادء الأمر. وكان اكبر واهم ألقاب ادونيس: "المقدس"، كما نلقب نحن اليوم العذراء مريم "بالسيدة". كل هذا لنقول ونؤكد ان قصة أدونيس وعشتروت قد حصلت فعلاً في وادي قاديشا وقنوبين...

ولا عجب اذا زار المسيح قبر كنعان، جده الأول، هذا القبر الذي حددنا موقعه، لأن بيدنا اثباتات وبراهين لا تقبل الشك بأن هذا القبر بالذات- لموجود في كنف "قرن ايطو"- كان يؤمه، بشكل حجٍ مقدس قديم، ليس فقط سكان الشمال او سكان لبنان بل سكان الشرق قاطبة! وبعد ان زار المسيح قبر كنعان، صعد الى "جبل عال" اي الى جبل ابيه إيل المجاور لقبر كنعان، صعد الى القرنة التي كانت تسمى في ايامه "قرنة إيل"- اجل صعد المسيح الى ما نسميه اليوم– خطأً- "القرنة السوداء" وتجلى فوقها. اجل المسيح تجلى في لبنان، فوق جبل لبنان، حيث نزلت البعثة الحضارية الكونية الأولى، فوق جبل ابيه إيل، جبل البعل او السيد، جبل النور، جبل الثلج. لقد تجلى المسيح في الفردوس الأرضي، في مقر آدم فوق قبر آدم: (المسيح هو "آدم الثاني")،حيث قتل هابيل، عند قبر شيت، وحيث استقرت سفينة نوح... لقد تجلى المسيح فوق جبل ألأرز حيث تجلى مجد الرب، بحسب الأنبياء والمزامير، فوق جبل الآلهة، جبل الله، "الجبل المقدس"، كما يقول القديس بطرس في رسالته الثانية، في الفصل الأول، الأعداد:16-18. لقد تجلى المسيح فوق الأرض التي انطلقت منها الديانة الأولى والحضارة الأولى، فوق المهد البشري الأول، فوق اعلى قمة تاريخية انسانية روحانية في الأرض، فوق الجبل الذي "يسند الجنة" وفوق "جبل الأبدال" عند كبار متصوفي العرب والمسلمين...!
اما قصة التجلي على طور طابور فقد تسربت الى التقليد المسيحي الشفوي، من اياد غريبة بعد مئتي سنة من موت المسيح. فطور طابور تلة صغيرة في شمالي الناصرة لا علاقة لها بالتجلي ولا التجلي على علاقة بها. وفي تفاسير الطبعات الجديدة من الأناجيل فقد حذفت الكنيسة فعلاً عبارة طور طابور في شرحها لحادثة التجلي...

وفي الواقع، لقد حصلت حادثة التجلي في تلك الفجوة الزمنية التي تحدثت عنها الأناجيل المقدسة والتي تتراوح بين ستة وثمانية ايام. وقد اوصى المسيح رسله "بألا يخبروا احداً" بحادثة التجلي... (متى17: 1-9)

وقبيل زيارة قبور الأنبياء وحادثة التجلي عرج المسيح على قيصرية فيليبوس المدينة المعروفة آنذاك والتي تقع في السفوح الغربية لجبل الشيخ اي حرمون. وكان المتعارف عليه حتى اليوم، بشكل احتمالي، ان المسيح كان في هذه المدينة عندما اسس كنيسته على هامة الرسل بطرس، عندما قال له: "..انت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني بيعتي وابواب الجحيم لن تقوى عليها.. (متى16-18). اما الأبحاث الكتابية الحديثة والدقيقة فتؤكد ان تأسيس الكنيسة حصل، ليس في "قيصرية فيليبوس"، بل بلأحرى في القرى البعيدة بعض الشيء عن المدينة الى الشمال- الشرقي منها.. يعني ان التأسيس قد حصل من دون ادنى شك في اراضي لبنان... كما يؤكد بعض المؤرخين اليوم. ولكن تأكيدهم يأتي بشكل همس وفي خفر؟ ومع شيء من الخوف... اما نحن، فنزيح مرة اخرى طرفاً من "حجاب إيزيس"، ونصرخ عالياً بوجه الشمس: اجل لقد اسس المسيح كنيسته المقدسة في الأراضي اللبنانية...!

وفيما بعد، عندما بدأت تعاليم يسوع تشع وتنتشر في العالم كشرق ثان، إنساني- إلهي، الم يُدعى تلاميذ يسوع لأول مرة "مسيحيين" في مدينة انطاكية بالذات؟
هذه باختصار وتبسيط الأطر الشاملة والمتكاملة للمارونية الحقة. هذه الأطر التي تظهر المارونية على حقيقتها، تفسر مكنوناتها ومخزوناتها وتسلط اضواء جديدة وجريئة على مجمل امدائها وامتداداتها، وذلك على جميع الصعد التاريخية والجغرافية والفكرية والحضارية والروحية. ولذلك اطلقنا عليها اسماً جديداً تفسيرياً في عبارة "إيلمارونية"...

انها جوهرياً ووجودياً المارونية نفسها ولكن في كشف متكامل لكل امتداداتها. هل تبدأ الشجرة انطلاقاً من سطح الأرض، في رؤية ظاهرية خارجية، ام من البذور في اول انطلاقة الجذور العميقة؟ والإنسان نفسه، هل يبدأ حقيقة عند الولادة ام منذ بداية الحبل...؟

نقول هذا لنعلن ونؤكد من هنا ان "إيلمارونية " تمتد جذورها الى إيل ذاته، وهي من خلال الكنيسة المشرقية السريانية الإنطاكية، حفيدة إيل، رسولة إيل، وحاملة رسالته السامية الى العالم...
القسم الأول

المارونية في اطار الديانة الموحدة الأولى- ديانة إيل...
المارونية، ككنيسة مشرقية وحركة روحية، هي حفيدة الإله الكنعاني: إيل، وحاملة رسالة هذه الديانة المميزة:

1- ان اول ما يلفت في هذا المضمار هو، في الواقع، ان الأمة الوحيدة الباقية في العالم التي تصلّي الى اليوم الى الإله الكوني الواحد- إيل- هي الأمة المارونية.ان الكنيسة المارونية هي الوحيدة بين الكنائس التي صلّت وتصلّي كل يوم وسوف تبقى تصلّي دوماً الى الإله الحقيقي- إيل- إله يسوع المسيح الذي ناداه على الصليب: "إيلي، إيلي لمّا سبقتاني..؟! نحن لا نترجم: الهي، الهي لماذا تركتني؟! هذه ترجمة قريشية، عربية حديثة، بل نتركها دون تشويه: "إيلي، إيلي لماذا تركتني"؟(متى27: 46)

 (راجع صلاة الشحيمة المارونية، الساعة الثالثة من صباح يوم الجمعة، صفحة 480، المقطع الأول. وايضاً جناز النساء، السواغيت المقطع الأول صفحة 64؛وغيرها...) والعجيب والملفت حقاً ان الذين يصلّون لإيل لايعرفون ماذا يصلّون!! وأذا قلت لهم ان إيل هو اب يسوع، الذي ناداه فعلاً على الصليب، لا يفهمون...! واذا قلت لهم ان يسوع هو "عمانوئيل" اي إيل معنا، لايفقهون!...

2- في مهد ديانة إيل- ومن حيث انطلقت الديانة الموحدة الأولى الى اصقاع الأرض- ولدت المارونية ونمت واستقلت وترسخت حول نواتها: الكرسي البطريركي. الذات المارونية تكاملت في ارض إيل...
الهوية المارونية تكاملت مقوماتها الأساسية في ارض إيل


الصليبُ ذو العروة، رمز الحياة الروحية بامتياز (يظهر ضمن العروة "الجعران" أو الخنفساء المقدسة، رمز المُسارَرة)، باعتباره يمثل تحقُّق عالم الروح في عالم المادة، الباطن في الظاهر.
3- في مهد ديانة إيل أنشئت البطريركية المارونية الأولى. والعجيب ان هذه البطريركية ظلت اكثر من 230 سنة في مكان يسمى:"إيل- إيج"-إيليج، الذي تفسيره:صوت او نداء إيل...! والديمان خاصة هو في ارض إيل...، وقاديشا وقنوبين ايضاً...

4- في مهد ديانة إيل، اخذ النور الماروني يشع روحانية ونسكاً وفكراً وقداسة، ويتجسد مناسك وصوامع واديرة. في ارض إيل ولدت الجمعيات الرهبانيات المارونية، ومنها انطلقت رسالة تقديس بين الناس. المئات من القديسين والقديسات الموارنة، من بطاركة واساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين تقدسوا في ارض إيل: من يوحنا مارون وابراهيم القورشي الى البطريرك اسطفان الدويهي وشربل ورفقة والحرديني و...

ارض إيل عاش شعب، يكاد ينقرض، جسّد، في تفاصيل حياته اليومية، في مثلث البيت والحقل والكنيسة، اروع حياة لاهوتية نسكية، مع اعمق ما فيها من تواضع وبساطة، واسمى ما فيها من روحانية وقيم انسانية.. انه الشعب الماروني...

5- في ارض إيل كانت فصول ملحمة ادونيس، اول ظاهرة سرّانية لمثلث الحياة والموت والفداء...

وفي ارض إيل تستمر الظاهرة المارونية ظاهرة ادونيسية في نسختها الحديثة.. (ولقد توصلنا في ابحاثنا اخيراً الىان وقائع الأساس التاريخي لملحمة ادونيس قد حصلت فعلاً في وادي قاديشا وقنوبين، وليس في مكان آخر... والإثباتات كثيرة.)

6- جذور المارونية الأولى تمتد عميقاً وبعيداً في ارض إيل وفي الماضي السحيق. وبذور هذه الجذور تمتد الى اعلى قمة في المنطقة وفي جبل لبنان: القرنة السوداء.

وبالمناسبة ان هذه التسمية :"القرنة السوداء"هي تصحيف شعبي لعبارة "قرنة سوده" وهي عبارة سريانية وليست عربية: "سوده"بالسريانية تعني: الشهداء. وذلك نسبة الى آخر اتباع إيل الذين قتلوا في "القرنة السوداء"،حوالي سنة 500 بعد المسيح...!

"والقرنة السوداء "كانت تدعى قديماً "قرن إيل" او" قرنة إيل". ثم "قرنة البعل " ثم قرنة مار مارون (في العهود الآرامية والسريانية) البعل يعني السيد. والسيد يعني (بالآرامي والسرياني، الى اليوم) مار مارون.

وفي الواقع، وفي الخرائط التي بين ايدينا، فان "القرنة السوداء"، كانت تسمى فعلاً "قرنة مارون"!!
ومن له عينان مبصرتان فليأت وبنظر الخرائط التي بين ايدينا.

اجل "قرنة إيل" هي "قرنة مارون". من هنا، وهكذا، ولد اسم "مارون"، وولدت "المارونية السرانية"...
7- والعجيب اخيراً ان الجبل الذي تنسك وتقدس فوقه القديس مارون، في القورشية، كان يسمى: "جبل نابو". ونابو لفظة بابلية تعني رسول إيل بالذات، اي: اخنوخ التوراة، او تور الكنعانيين، او توت الفراعنة، او تاوتس الإسكندرية، او اوانس الميزوبوتاميا، او ميترا الشرق الأوسط القديم، اوهرمس اليونان، او مركور الرومان او ابن الآلهة والشمس مؤسس حضارة الأزتيك والإنكا والمايا، او هرمس الهرامسة عند السرانيين، او ادريس العرب والمسلمين... ومرة اخرى الشخص التاريخي نفسه.

في تلافيف التاريخ، كما في تلافيف الذرة، يصبح احياناً الغريب والعجيب هو الواقع الإعتيادي، وبالمقابل يصبح الواقع الإعتيادي- الذي عاش آلاف السنين- يصبح خدعة بصرية او خدعة ذهنية...!
القسم الثاني"إيلمارونية" في اطار الحضارة الأنسانية الأولى- حضارة إيل

المارونية، في جوهرها، حركة حضارية وطاقة فكرية؛ وفي وجودها، في الإطار اللبناني والعالمي، حفيدة الحضارة الكنعانية الأولى: حضارة إيل. اجل المارونية تصل الى إيل، ومن إيل تنطلق. وخارجاً عن إيل لاتفهم المارونية على حقيقتها الكاملة!

1- المارونية، في بذورها، حركة فكرية مشرقية تمحورت حول مدرسة انطاكية الفلسفية القديمة، والتي حاولت التوفيق، في اطار من التجسد والواقعية والتوازن، بين مدرسة اثينا الفلسفية العقلية المنطقية من جهة، وبين مدرسة الإسكندرية المثالية الروحانية الرمزية... من جهة ثانية.

2- المارونية في جذورها واصولها حركة فكرية عقائدية - لاهوتية، تمحورت حول خط الفكر الخلقيدوني الذي يؤكد على الطبيعتين: الإلهية والإنسانية في شخص السيد المسيح، ويوافق ويوازن بينهما. المارونية توافقية في تكوينها...

3- المارونية في منطلقاتها الأولى حركة فكرية، ركزت على الفكر الروحي اللاهوتي والديني. وقد تجسد هذا الفكر، الغني بمضامينه ومكنوناته، حركة نسكية رهبانية فريدة من نوعها في تاريخ الشرق. والملفت حقاً ان هذه الحركة المشعة قد تمحورت ونضجت في المركز الوسط، في قلب ارض إيل: قاديشا وقنوبين...

ان قدس اقداس المارونية هو في وسط قدس اقداس ارض إيل. ونقطة محور القدسَين هي نقطة واحدة!!

4- وفي وسط ارض إيل هذه بالذات، اسست المارونية اول مطبعة في الشرق، سنة 1610، في دير مار انطونيوس قزحيا. فكانت هذه المطبعة شروقاً فكرياً وعلمياً وادبياً عمت انواره كل اصقاع المشرق.. ومن قلب ارض إيل انطلقت المطبعة المارونية...

5- ان الفكر الماروني في توثبه الرائد، وفي قفزة حضارية نوعية، قد سبق الثورة الفرنسية نفسها في المجالات الإنسانية: من تثقيفية وتربوية ومدرسية. ولقد سبق الفكر الماروني الجميع في هذا المضمار. فلتراجع التواريخ والمراجع والنصوص!... وخاصة في ما يتعلق بإلزامية ومجانية التعليم. ونصوص المجمع اللبناني- الماروني الشهير (1736) هي امام نظر الجميع! (عالم كماروني...)

6- هذا الفكر الماروني كان في اساس حركة النهضة المشرقية والعربية الحديثة، في جميع مجالات النشاطات الإنسانية: من فلسفية وعلمية وادبية وصحافية وشعرية وعمرانية واجتماعية الخ...
هل من الضروري ان نذكر نوابغ المدرسة المارونية في روما، كالسماعنة والدويهي والصهيوني والحاقلاني ومبارك والغزيري والشدراوي وغيرهم... او ان نذكر اساتذة رافينا والبندقية والسوربون، الذين نظموا لأوروبا مكتباتها ولغاتها ومخطوطاتها، وكونوا الجسر الثقافي بين حضارة الشرق وحضارة الغرب؟...

وهل من الضروري ان نذكر ونذكّر بمدرسة عين ورقة ومدرسة حوقا، ومدرسة حلب ومدرسة الحكمة، وغيرها من المدارس والأديار؟...

اجل ان الطابع الحضاري الرائد كان ملازماً دوماً للفكر الماروني، في نزعته الإنسانية الإنفتاحية الشمولية الكونية. ذلك لأن هذا الفكر قد انطلق من قلب ارض إيل بالذات، ارض الحضارة الكنعانية، ارض الحضارة الإنسانية الأولى في التاريخ. نفس الأرض للرسالتين: ارض لبنان للرسالتين، رسالة إيل ورسالة الموارنة؛ والرسالتان في جوهرهما رسالة واحدة، في نسختين، نسخة قديمة ونسخة جديدة ومنقحة...

اجل! ان المارونية إما ان تكون كونية... وإما ان لاتكون مارونية حقة... إما ان تنطلق من إيل، وإما ان تبقى من دون جذور... سرّ المارونية في بذورها، في جذورها. وفي بذورها التي تعود وتظهر من جديد في داخل نواة ثمارها... سر المارونية في قلب إيل. والمارونية حفيدة إيل، وحاملة رسالته انطلاقاً من ارض لبنان، الى العالم...!

أوَ ليس لبنان "بوتقة "وحدة البشر؟ فيه يتلاقون فيتعارفون، يتفاعلون فيتطورون، يتلاقحون فيتناضجون، يتحابون فيتكاملون؟ أوَ لا يجب ان يكون هناك في الأرض مكان لتوحيد ابناء البشر؟ وخاصة ابناء الإله الواحد: إيل؟ اجل! إن لبنان هو، وحده، في الحقيقة، "بوتقة"وحدة البشر اجمعين...!

المعادلة المارونية الثلاثيةانطلاقاً مما تقدم، نتبين الخطوط العريضة للكيان الماروني، في سياق التاريخ، في اطار معادلة ثلاثية ذات تكوين بنيوي مميز. نقول معادلة، زيادة في التبسيط والتركيز على الفكر والعلم في آن.

1_المعادلة الكونية (علاقات وجودية بنيوية)
يتميز الكيان الماروني في امتداده التاريخي الفاعل،وبشكل عامودي،بين ثلاث:
أ- الله، وهو هنا إيل، ثم إيل المتجسد.
ب- الإنسان، وهو هنا مُحَضّر الأرض...
ج- الأرض، وخي هنا الإطار الحي للتجسيد، الأرض اللبنانية التي تجسد الحقيقتين السابقتين: الله والإنسان. وهكذا على الكيان الماروني، لكي يتطور ان يحافظ بدقة على اقسام هذه المعادلة الثلاثية وبالتالي على تفاعلها وتوازنها...

2_ المعادلة الزمنية (علاقات تاريخية بنيوية)
يتميز الكيان الماروني في امتداده الزمني المترابط، وبشكل افقي، بين ثلاث:
أ- الماضي: من حيث الينابيع والبذور، الأصول والجذور...
ب- الحاضر: من حيث وعي الآن الحي النابض، هذا الآن الذي يلخص الماضي ويخطط للمستقبل.
ج- المستقبل: من حيث استمرارية وتطور ونضج الذات والدور والرسالة...

وهنا ايضاً على الكيان الماروني ان يحافظ بدقة على خلاصات اقسام هذه المعادلة الثلاث، وبالتالي على تفاعلها وتكاملها وتوازنها...
مع الإشارة الضرورية الى ان المدى المستقبلي اخذ يتسع اكثر فاكثر في بنية انسان اليوم والغد، وان المستقبل الحي لايأتي ونحن لاهون او نيام، بل نحن الذين بايدينا وعقولنا وقلوبنا نبني مستقبلنا الشخصي... والوطني والإنساني.

3 _ المعادلة الذاتية (علاقات مصيرية مع الآخر)
يتميز الكيان الماروني من حيث الإستمرارية الذاتية والإنفتاح على الآخر بتوازن ثلاثي،بين:
أ- التماهي مع الغير وبالتالي "الأَلْيَنَة"والضياع في الآخر، وذلك من جراء المدى الإنفتاحي الزائد في طبيعة الذات المارونية.
ب- الإنكماش على الذات بقصد الدفاع المشروع عن النفس والمصير، والذي اذا بولغ فيه يقود الى الإنعزال والتقوقع...
ج- التوازن الوسط بين الإنفتاح الكبير الواسع والإنعزال الصغير الضيق...

مرة اخرى، المارونية حركة توافقية في الأصل.فالحكمة الدهرية التي وجهت المارونية في تاريخها الطويل قد حافظت على هذا التوازن الدقيق. وجعلت من الإنفتاح على الغير ترسيخاً للذات واظهاراً لمكنوناتها وانضاجاً لطاقاتها وقواها... وهكذا يجب ان تستمر هذه الحكمة الدهرية في توجيه المارونية اليوم وغداً وبعد غد... وذلك، مرة اخرى، داخل الأطر المارونية التاريخية الشاملة والمتكاملة...

المثلث السراني :"إيل- لبنان- المارونية"

هذه الأضواء الجديدة الجيدة التي نسلطها على المارونية من الدخل والخارج، تظهر لنا بوضوح ان المارونية الحقة لايمكن ان تفهم وتعاش، لايمكن ان تستمر وتفعل، ولايمكن ان تؤدي رسالتها الروحية والحضارية المميزة، الاّ اذا كانت وحدة حية في مثلث كوني تاريخي انساني حي هو التالي: "إيل- لبنان- المارونية"!
في هذا المثلث يكمن السرّ الماروني، في ماضيه وحاضره ومستقبله. في هذا "المثلث" تكمن الذات المارونية في جوهرها ووجودها. في هذا "المثلث" تكمن الطاقة المارونية بكل حركاتها وانجازاتها. في هذا "المثلث" يكمن الدور الماروني وتكمن الرسالة المارونية الحضارية. في هذا "المثلث" اخيراً يكمن المستقبل الماروني ويكمن المصير الماروني... فكما ان لبنان هو اكثر من وطن، انه رسالة، هكذا المارونية، انها اكثر من طائفة انها رسالة، رسالة انسانية فكرية حضارية روحية...
كل ذلك يفرض ضمناً وعياً كاملاً ومعرفة ناضجة لهذا المثلث ككل ولكل وحدة من وحداته الثلاث:
"إيل- لبنان- المارونية". وبالتالي يفرض وعياً مستمراً للعلاقات والتفاعلات المتبادلة والمتتكاملة بين الوحدات الثلاث لهذا المثلث، وعلى جميع الأمداء والأصعدة...

هذا الوعي الماروني العميق والمتكامل، هو وحده الذي يحمل مفتاح الإنفتاح على القرن الحادي والعشرين. وقد بدأنا نتلمس من بعيد بوادر خجولة لهذا الوعي الماروني. ونحن من هنا، ومن الآن، ندعو الى هذا الوعي الماروني الكبير. هذا الوعي، لايصنعه المستقبل، بل هو الذي يصنع المستقبل.

وصنع المستقبل الماروني، المستقبل الذي يضمن مقومات بقائه واستمراريته وديمومته، ينبع من الذات المارونية نفسها. هذه الذات التي تشترك في المجالات الحية لمحور البقاء والإستمرارية والديمومة الثلاث، اي:

- "إيل " الإله الواحد، الكنعاني، الكوني...
- "إيل المتجسد" الإله الإنسان، يسوع المسيح- وفي اطار كنيسة المسيح
- لبنان- البوتقة البشرية الحضارية...، الموحَّدة والموحِّدة.

اجل ان المستقبل الماروني لا يمكن ان يضمن بقاءه واستمراريته وديمومته الاّ اذا بقي يعمل في المجالات الحية لهذه المحاور الكونية الباقية الثلاث: الله- المسيح- لبنان"...!
الله هوالبقاء.

"المسيح هو بالأمس واليوم و الى الأبد"
لبنان واجب البقاء.
اذا فالمارونية باقية ،باقية!

الأب الدكتور يوسف يمين
17 نيسان 1993

- إهدن

Saturday, December 29, 2012

St. Petersburg, the most beautiful city in the World

 

 

سانت بطرسبورغ مدينة الجمال .. مدينة الذاكرة والذكرى


سانت بطرسبورغ مدينة روسية بثلاثة أسماء ،بتروغراد ، لينيغراد، سانت بطرسبورغ، أسس هذه المدينة الروسية الشمالية القيصر بطرس الأكبر عام 1703 م، وسميت المدينة فيما بعد على اسم مؤسسها "بترو والمدينة باللغة الألمانية تعنى غراد فأصبح اسمها "بتروغراد"، لقد تم بناء المدينة على الطراز الغربي لتكون نافذة روسيا على أوروبا كما ادعى مؤسسها، عكس مدينة موسكو والمدن الروسية الأخرى التي تم بناءها على الطراز الشرقي البيزنطي، لهذا الهدف تم استدعاء أفضل مهندسي "البناء ،الديكور، والمدني " والمصممين الايطاليين، فكان التصميم المميز لازدواجية شرقية غربية تركت بصماتهم على معالمها أفضل العباقرة الذين صنعوا منها تحفة فنية مفتوحة على السماء فهي جنة الله على الأرض ،فالذي يذهب إلى روسيا ولا يذهب إليها فانه لم يره شيئا من الجمال، لبتروبورغ صفات مميزة وخاصة جدا في روسيا وشعب روسيا وتاريخ روسيا القديم والحديث.
الموقع الجغرافي :
تقع بترسبورغ على نهر "النيفا"في الشمال الذي يتلوى وسط المدينة كالحية التي تلتف حول المدينة. بتربورغ هي عبارة عن عدة جزر تم ربطها بعضا ببعض من خلال عدة جسور خشبية قديمة لايزال البعض موجودا حتى اليوم وهذه الأخشاب القوية تم استيرادها من لبنان، وهي من خشب الأرز الثمين، يبلغ عد د الجزر حوالي 350 جزيرة صغير،ويبلغ عدد الجسور حوالي مئة وعشرون جسر ، فالمدينة تقع على الخليج الفنلندي الذي يشكل حدودا مائية مع فليندا على بحر البلطيق ويربطها حدودا أخرى مع دول البلطيق الثلاثة وروسيا البيضاء وتشكل بحيرة "لادوغا "التي تسمى بحيرة الحياة الحدود الطبيعية لروسيا مع المدن الشمالية الأخرى.
أسس بطرس الأكبر مدينة روسية نموذجية جديدة في روسيا واصبحت العاصمة الجديدة لروسيا القيصرية ،شيد فيها القصور الجميلة التي سكنها هو وافراد عائلته لقد بنى القصر الشتوي في وسط المدينة والذي أطلق على ساحته فيما بعد ساحة الثورة وأصبح القصر المتحف الروسي والعالمي والذي أطلق عليه الارميتاج . يعتبر متحف الارميتاج من أهم وأضخم المتاحف العالمية نظرا لأهميته وضخامته وغناء المحتويات التي بقيت من ذلك الزمان،فهو لا يقل أهمية عن متحف اللوفر في باريس. وكذلك القصر الصيفي الذي تم تشيده في ضواحي المدينة منطقة بترغوف على الخليج الفنليندي من بحر البلطيق ،يتميز هذا القصر بالحدائق والشلالات الكثيرة والكبيرة المرصعة بالأحجار الكريمة ،وتماثيل الذهب، لتصبح اليوم مقصد السواح من كل جهات العالم ،فالشلالات يتم افتتاحها في الأول من أيار من كل عام من خلال مهرجان شعبي غنائي في مركز المحافظة وبمشاركة الأهالي والضيوف.
مدينة بتروغراد :
بعد موت بطرس الأكبر سميت مدينة سانت بطرسبرغ ، والذي بنى أهم معالمها الأساسية، وجعلها العاصمة الرسمية للدولة الروسية والإمبراطورية القيصرية ، ومركز حاضرتها ، ونافذة أوروبا على العالم لقد بنى بطرس الأكبر حضارة روسية جديدة بمعالم أوروبية حديثة ، لذا قدر أهل المدينة قدرات هذا القائد ، والقيصر الأول، لذلك أعيد تسمية المدينة بعد وفاته تيمنا باسمه،فأطلق عليها اسم بتروغراد" فاحتفظت المدينة باسم مؤسسها إلى يوم الثورة البلشفية والانقضاض على القياصرة سميت باسم قائد الثورة لينينغراد.
تغير الاسم إلى سانت بطرسبورغ :
على صوت المكرفون الذي يعلو أثناء ركوب قطار الحديد وعند وصول القطار الذي استقليه من مدينة موسكو العاصمة ،باتجاه مدينة لينينغراد حيث كانت إقامتي الدراسية فيها سمعت ربان القطار ينادي بجملة يبلغ الركاب بوصول القطار السريع الى محطة موسكو للقطار في مدينة سانت بتربورغ ،فلم انتبه لما حدث،لقد ظننت باني أخطئت ركوب القطار وها انأ موجود في مدينة أخرى كالعادة التي نتميز بها ،لكني سمعت تزمرا وكلام شديد اللهجة يظهر عدم ارتياح الركاب الذين ترجلوا من عربات القطار نحو الرصيف للذهاب إلى المدينة ،عندها تجرأت بالسؤال إلى إحدى العجائز التي سألتها ما الأمر لقد أجابت بسرعة هذه الديمقراطية الجديدة في البلاد تحاول تغير التاريخ من خلال محو الذاكرة فهمت بان الحرب بدأت على المدن، وهنا فهمت ما الذي حصل سافرت إلى لينينغراد فوصلت في اليوم التالي إلى سانت بطرسبورغ ، أعيد اسم المدينة السابق إلى سانت بطرسبوغ في أب ، العام 1991 بعد الانهيار الذي تم في الاتحاد السوفياتي ،وبدأت عملية الاستقلال ،وخاصة بعد وعود الرئيس الراحل بوريس يلتسين لكل المقطعات والجمهوريات ذات الاتحاد الكنفودرالي في تركيبة الاتحاد الروسي بأخذ الاستقلال حيث يشأون، إلى تغيير كل معالم العصر السابق ابتدأ من تغير الشوارع والمدن التي تحتل أسماء قادة شيوعيين سابقين انتقاما من العهد السابق ، فكان حظ هذه المدينة باعده اسمها الأساسي عليها. نسبة إلى بطرس الأول الذي شيدها .
مدينة لينينغراد :
بدأت الثورة البلشفية في روسيا وكانت إحدى محطاتها الأساسية هي مدينة لينينغراد، التي تسمى مدينة الثورة ،خاض حزب البلاشفة صراعا مريرا مع نظام القياصرة في روسيا عامة وبتروغراد خاصة، ففي العام 1917 وصل الصراع الى نهايته حيث عمد البلاشفة مع شركائهم المناشفة وحزب العمال والمثقفين الروس، بالانقضاض على حكم القيصر وعائلة رومانوف الحاكمة تمكن قائد الثورة الروسية من الوصول إلى المدينة عن طريق فينلندا المنفى الاختياري له حيث مكث فيها وقتا طويلا متنقلا بين دول أوروبا ،لكون هذا العام النهائي لاندلاع الثورة الشيوعية التي سوف يكتب لها النجاح والاستمرار لمدة 72 من الحكم المتسلط "بالساطور والبوستار" على رأس الشعب الروسي والشعوب الأخرى التي دخلت هذا الاتحاد. 7 تشرين الثاني من العام 1917 اليوم العالمي لثورة الفلاحين والعمال "ثورة المتسلطين والمخابرات الحديدية " أعلن فيها بان نظام القيصر سقط وإعلان نظام السوفيات الجديد هو تحالف العمال والفلاحين والجيش والطلبة وكل فئات المجتمع الذي سوف يقوم بحكم نفسه بنفسه. بعد الطلقات العديدة للبارجة "افروارا" الذي صوبت حمم نيرانها نحو القصر الشتوي للقياصرة سقطت المدينة واعتقلت عائلة رومانوف كلها، لتعدم فيما بعد في إحدى المدن السيبيرية وتخفى أثارها التي تم التنقيب عنها في العام 1996 ودفنها في مدافن العائلة من خلال تكريم شعبي ورسمي لهم جميعا وإعادة الاعتبار لهم.
نجحت الثورة في المدينة وعمت الفوضى فيها أتى لينين إلى المدينة ،معلنا النصر ، متوجها إلى العاصمة الحالية ليعلنها عاصمة جديدة للدولة الحديثة ملغيا العاصمة السابقة ،وإكراما إلى لينين ودوره في الحزب والقيادة سميت العاصمة باسم ليننغراد.
لينينغراد مدينة الثورة :
أصبحت لينينغراد المدينة الثانية لروسيا الشيوعية وللاتحاد السوفياتي، حول الحزب كل القصور القديمة إلى متاحف ومركز ثقافة عامة يجول بها كل الروس والقادمون لمشاهدة المدينة فأصبحت المدينة من المعالم السياحية الهامة في العالم من خلال قصورها ومتحفها وكنائسها الكبرى التي حولها النظام الشيوعي إلى مركز للإلحاد، لتصبح هذه المدينة مركزا اقتصاديا وسياحيا وعلميا وثقافيا مهم جدا ليس في روسيا وإنما في العالم.
فالمدينة التي تمتلك أرثا قديما بناه القياصرة من خلال بناء المدينة بطريقة مختلفة عن المدن الروسية الأخرى لجهة العمارة والشكل، لكن طبيعة المدينة ودورها كعاصمة تركت أرثا ثقافيا هاما في الدولة الروسية من خلال بناء بنية علمية وثقافية وتكنولوجية ضخمة تركت أثرها الحالي في بناء الدولة الروسية الحديثة، خرج الكتاب والشعراء من المدينة " الكسندر بوشكين مؤسس علم اللغة الروسية الحديثة ،فيدور دستويفسكي ، الكسندر بلوك ،أنا اخماتفا،...الخ هؤلاء الذي لايزال أثرهم موجود في حياة الشعب الروسي ،هذه المعاهد الذي كانت تنافس العالم الغربي من خلال قوتها العلمية والاختراعات المميزة في مجال العلم والتطور ، وفي الإنتاج العلمي المميز لصالح البشرية .
لينينغراد مدينة السياسيين وبوتين هو واجهتها الحديثة "بوتين ،ميدفيديف، ايفانوف ، فالنتينا متفينكا، شركاسف ، سرغي ميرونف ..؟الخ "
لينينغراد عاصمة التسليح والقوة في حياة العالم الجديد التي أخذت روسيا جرعتها القوية في استعادة قوتها ودورها الجديد على الصعيد العالمي"مصانع السلاح الثقيل لقوات البحر"الغواصات والسفن وكلية البحرية ، وزارة البحرية والمرافئ التجارية والعسكرية والأسطول البحري في مدينة مارمونسك ومدينة كرنشتاتك البحرية المغلقة للإغراض العسكرية البحرية، ولسلاح المدرعات من خلال اكبر مصنع عسكري الذي يسمى مصنع كيرافا،وكذلك مراكز الأبحاث العسكرية والكليات العسكرية والمدنية المتعلقة بصناعة وتطوير العمل الالكتروني والتكنولوجي.
حصار المدينة :
حاصر الألمان المدينة مدة 90 يوما محاولين الدخول إلى مدينة الثورة ،لكنهم فشلوا بسبب صمود مدافعيها العمالقة الذين تصدوا لكل الهجمات التي قام بها الجيش الفاشي على المدينة،بالرغم من حالة المجاعة التي تعرض لها السكان طوال هذه المدة والفصل القسري للعائلة التي تم ترحيلها إلى مناطق روسية أخرى ،لكن روح المعنوية لم تهزم فقرر أهلها الصمود والتصدي لآلة الحرب الفاشية رافعين شعار "نموت واقفين ولن نركع "هذا الشعار استخدمه الثور الأسبان من قبلهم في حربهم ضد جيش فرنكو الفاشي،لكن الألمان الذين وعدوا أنفسهم باحتلال المدينة بسرعة رهيبة عمدوا إلى تدميرها وسرقة أثارها وممتلكاتها الاثرية، فسلبوا كل ما وقع تحت أعينهم والذي لم يتمكن الروس من تحيده أو نقله إلى مدن أخرى، فدمر القصور التي تم إعادة ترميمها لاحقا بعد الانتصار اختفت غرفة الفيروز "إلينطار" التي كانت ملكا للملكة كثرينا الثانية التي لم يعرف لها اثأرا حتى هذا اليوم بالرغم من بناء غرفة أخرى على نفس الشكل التي تتمتع به وفي المكان نفسه من قصر الملكة كثرينا وعلى نفقة الدولة الألمانية في عهد المستشار شرودير، ولايزال البحث قائما عن العديد من القطع النادرة التي لاتزال مفقودة من أيام الحرب .
لذا يتمتع أبناء هذه المدينة بنوع خاص من العنفوان والروح الوطنية العالية التي يتميزوا بها عن باقي المدن، فهم يحسون بالاهانة الكبيرة من خلال تغيير الاسم الذي لا يزالون حتى اليوم،لم يتعودوا على الاسم الجديد، بالرغم من عقدين من الزمن الذي لا تزال تسمع فيه باسم لينينغراد ،يتم التداول به بين الجميع وحتى في المدن الأخرى،لكن تغير الاسم في الأوراق والمعاملات الرسمية .
بحيرة لادوغا :
تعتبر بحيرة ردوغا هي البحيرة العذبة الأساسية في المدينة والمدن الأخرى المجاورة لها نظرا لعمقها وكبرها، هذا البحيرة التي تعرف ببحيرة طريق الحياة فهي خط الإمداد الوحيد للمدينة التي كانت تعتبر شريان الحياة الذي يصل مدينة ليننغراد بمدن الشمال أثناء الحرب العالمية الثانية ،وفي فترة الحصار المحكم والمفروض على المدينة البطلة وسكانها العظماء الذين تحدوا الموت وتحدوا هتلر نفسه بصمودهم العجيب، فهذه البحيرة التي تتجمد طوال فترة 9 أشهر في العام ،فكانت الاحصنه تجر العربات فوقها، وتمرر الآليات المدفعية والمحملة والعتاد والنفط والأكل وكل ما يحتاجه الجنود، والسكان فكان العديد من هذا المخزون يهبط في قاع البحيرة بسبب تفسخ الجليد، وقد تم انتشال العديد من هذه الآليات التي أصبحت نادرة اليوم ووضعت في المتحف الحربي التي تميزت به مدينة لينينغراد عن باقي المدن الروسية والتي لها سمة خاصة ، فالمتحف لوحة فنية مميزة تجسد فيه حصار المدينة والجبهات التي كانت موجودة أثناء فترة الحصار الذي ضرب على المدينة لوحة فنية "بنورا ما ، مفتوحة في الفضاء صيفا شتاء إضافة إلى السلاح والعتاد الذي استخدم في الثورة والحرب الوطنية وصناعة المدينة .
المناخ : تتميز مدينة لينينغراد بطقسها القاسي ونسبة الجليد الذي تتمتع به وبرودتها التي تمتد عشرة أشهر من السنة ،تستطع الشمس في هذه المدينة الشمالية،40 يوما فقط من السنة، تتميز المدينة في الشتاء بالعتمة الشديدة، الحالكة السواد ،ويعتبر النهار بضع ساعات قصيرة ،أما الصيف فهو صيف طويل ونهار قصير جدا يتميز بعدة ساعات 4 أو 5 ساعات ، فصيف المدينة يتميز بالليالي البيضاء التي تستمر لمدة شهر كامل ابتداء من 21 حزيران إلى 22 تموز . لكن العشرة الأوائل من هذا الشهر التي تسمى بالليالي البيضاء الذي يتصل الليل بالنهار ولا يعرف التحديد إلا من خلال الساعة التي تحدد هي الوقت ،فهذه الأيام التي يتم وصل الليل بالنهار هي 10 أيام من العمر يتمتع بها أهل المدينة وسواحلها،وخاصة الطلاب الذين ينهون اليوم الأخير من عامهم الدراسي، ففي هذه الأيام تنتشر الطلاب في كافة المدينة وينسوا أنفسهم من خلال تغير الوقت الذي تفرضه الطبيعة . لقد كتب الكاتب الروسي "فيدر ديستويفسكي"، كتابه الشهير عن الليالي البيض واصفا الحالة التي تتميز بها هذه الأيام في عاصمة القياصرة، وقاصديها الأجانب ،ففي هذه الأيام تفتح الجسور إمام حركة البواخر الماخرة في نهر "النيفا" في الساعة الواحدة ليلا ، أمام الحركة التجارية والسياحية والتي تصل المدينة بعضها عن بعض، سنوات مرت ونحن نعيش في المدينة نخرج جميعا من اجل التمتع بجمالها ولياليها البيضاء ، نبقى حتى الصبح في الشوارع بسبب فتح الجسور ننسى كل سنة موعد فتحها ، بسبب سرعة الوقت ونسيان أنفسنا، نبقى محتجزون في الجزر التي كنا نلهو فيها متفرجين على فتح الجسور ومرور السفن طوال الليل حتى الخامسة صباحا من كل يوم.
لقد تعودا سكان المدينة جميعا على هذه اللوحة المميزة لانتشار الطلاب والجيش الذين يملا ون الحدائق والمواقع إلا ثرية وخاصة في فصل الصيف الصغير جدا ... في الشمال الأوروبي ...
أهم المواقع الأثرية في هذا المدينة:
عند الانتهاء من فترة الدراسة وقبل مغادرتي المدينة حاولت أن أقوم بجولة كاملة، على كل معالم المدينة، جلت على كل معالم المدينة التي لم استطع أن أحقق رغبتاتي كلها في التعرف على كل أثارات ومعالم هذه المدينة الأثرية، فكل بناية تستوقفك وكل شارع يلفت نظرك، أن كان للناحية الهندسية ،أو للسكان الذين أقاموا في هذا البناء، أو من حيث هندسة العمارة وتنظيم الشوارع والأماكن التاريخية القديمة والكنائس المميزة، والمسارح ودار الأوبرا والسيرك وحديقة الحيوانات الكبيرة جدا، القلعة القديمة ،خليج الفينلندي،ورمله الأبيض الناصع،قصر الارميتاج تحف القرون ويصعب على المرء التعرف على محتويات هذا المتحف بفترة صغيرة لأنهم قدروا الفترة التي يحتاجها الشخص الواحد لكي يتمكن من التجول في غرف المتحف بسنة كاملة لكي يقول أن اعرف متحف الارميتاج وهذا الذي يهتم به سكان هذه المدينة ، ومتحف بوشكين ،ومتحف الاتنوغرافيا ومتحف العملات ، وقصر رقص البالية ، ومحطات السكك الحديدية الخمسة ،والمطارين ،ومحطات نقل الركاب البرية والبحرية ،ومترو الأنفاق الذي يعتبر من أعمق محطات المترو في العالم نظرا لوجودها تحت نهر "النيفا"، فهذا النفق ما هو إلا تحفة فنية تحت الأرض نظرا لجمال المحطات التي تم شقها بطرق مختلفة وهندسة وديزين مختلف، وطبعا مركز العلم والثقافة المتعددة والتي تعتبر من عماد العلم الحديث في روسيا الاتحادية والعالم ،ومن أهمها :" جامعة سانت بطرسبورغ" الحديثة التي تخرجت منها وحملت شاهدتها ،و خرجت ملاين الكوادر العلمية والأدبية والسياسية ومن أهم الخرجين هم الرئيسين الحالي والسابق للدولة الروسية الحديثة ،الثنائي:" بوتين –ميدفيديف " والعديد من الأسماء اللامعة في التركيبة الهرمية لهذا البلد والذي يعرف باسم مجموعة بتربورغ التي تتولى إدارة البلد حاليا، والتي نحن من خريجي هذه الجامعة والذي نعتز جدا بأننا نملك دبلوم دراسات عليا من جامعة بتربورغ الرسمية،وحتى لا أنسى منطقة أو"جزيرة فسيلي استروفسكيا" التي تم بنائها على شكل مدينة فينسيا الايطالية من خلال مد قنوات المياه العشرين وسط المدينة لكي يتمكن سكان المدينة الجديدة التنقل فيها كما هي الحالة في المدينة الايطالية ولكن لسوء الحظ وقسوة الطقس الذي لا يسمح بان تكون المياه في القنوات طبيعية لكونها تتجمد طوال فترة 10 أشهر من السنة ،فأمر القيصر بردمها وتعبيد الطرقات الحديثة فيها،لكنها ظلت تعرف بالخطوط التي تحمل أسماء الخطوط من الرقم واحد حتى 20 من خلال شوارع كبيرة وفسيحة جدا تربطها بعضها ببعض ،هناك الحدائق الجميلة في المدينة التي يقصدها ابناي المدينة للتنزه وأهمها حديقة القياصرة والحديقة الوطنية لمدينة سانت بطرسبورغ ،وكذلك شارع "النفسكي" الشارع الرئيسي في المدينة التي يبلغ طوله 35 كيلوا متر ويعتبر من الشوارع الهامة في المدينة فهو شارع السواح والمثقفين والشعراء والمغنين والعازفين والرسامين ،وكل الذين يقصدون المدنية لبد لهم من زيارة هذا الشارع بالدرجة الأولى فكل يوم تذهب إلى زيارته ترى الشارع بعيون مختلفة ،على هذا الشارع أهم المراكز السياحية ،كالمطاعم والمقاهي ،والفنادق الكبرى والمعاهد الدراسية الهامة ،ومن أهمها مركز صناعة الأفلام التلفزيونية والسينمائية الخاصة بالإنتاج الحصري لمدينة الثورة والقياصرة والشيوعية والليبرالية ،وكذلك معهد الإخراج وصناعة الأفلام الذي يعتبر من المعاهد العالية جدا في روسيا وأوروبا الشرقية،وقد شاء القدر أن يرتبط مصيري الشخصي بفتاة من طلاب معهد الإخراج التلفزيوني ، "تانيا" التي سوف تصبح زوجتي وأم أطفالي وناقدتي العلمية والعملية وتربط مصيرها بمصيري من خلال العمل الطويل سويا.وفي هذه المدينة كانت معرفتي بزملاء من مختلف القوميات والجنسيات ومن مختلف الاختصاصات،لاتزال تربطني بهم علاقة متينة وما يزودني شوقا لرؤيتهم وتذكر الغائبين عنا لان المدينة لاتزال تاركة الأثر الكبير في نفوسنا جميعا
فإذا كانت المدينة تقدر أبنائها من خلال قدرتهم العالية في العطاء الذي يقوم على أسس المصلحة الوطنية والقومية، فالسؤال اليوم يطرح نفسه بقوة ؟؟؟ هل تقوم المدينة بإطلاق اسم بوتين عليها لتصبح "بوتبن غراد"، نظرا لما فعله هذا القيصر الأحمر في بناء الدولة الحديثة في روسيا وإعادة الاعتبار لها ولمكانتها الدولية،إن انجازات بوتين كثيرة جدا حيث بدأنا نرى مفعولها ،اليوم وتحديدا بعد اتفاق ستارت 2 الذي وقعه اوباما - ميدفيديف في شهر نيسان من العام الماضي في براغ. لان بوتين أصبح لروسيا وشعبها رمزا وطنيا وقوميا ،هو أب الأمة الروسية الحديثة،وصانع مجدها الجديد الذي لا ينفصل عن مجدها وقدرتها القديمة في زمن العقود الماضية . نعم يستحق بوتين هذه التسمية بالرغم من الانتقادات الكثيرة التي توجه له يوميا من أصحاب التجربة القديمة والحالمين بالعهدين الماضيين ،الشيوعي والليبرالي ، لأنه أسس دولة والدولة لا تبنى إلا على دكتاتورية الدولة ،ومن اجل الحفاظ على مصالح شعبها وقدراتها وخيراتها ودورها ‘فكان له ما أراد وكان لروسيا وشعبها الدور الذي أعيد لهم

 


Thursday, November 22, 2012

عن أي استقلال تتكلمون؟


عن أي استقلال تتكلمون؟

 ليلى نقولا الرحباني -  
 
 
 لمناسبة عيد الاستقلال اللبناني، تحاول الدولة اللبنانية من خلال الاستعراض العسكري ومنح يوم عطلة سنوي، أن تُكسب هذه المناسبة أجواءً احتفالية، لا يبدو أن أحداً من اللبنانيين يشعر بها، أو يصدّق تحقّقها، باعتبار أن معايير استقلال دولتهم ما انفكت تتناقص يوماً بعد يوم.
بُعيد انسحاب الجيش السوري من لبنان، عاش بعض اللبنانيين أملاً بتحقيق استقلال وسيادة تُنهي عهد الوصاية، وتُخرج الدولة من عجزها، وتدخلها إلى مصاف الدولة المستقلة السيدة التي تملك حرية قرارها وتمسك بجميع مفاصل إدارة الحكم، وتحقق ما يطمح إليه اللبنانيون من سيادة واستقلال، لكن الاستئثار بالحكم الذي حصل، والأزمات التي عاشها اللبنانيون، أجهضوا أي أمل بالتفاؤل أو بصيص نور يمكن أن يلوح في الأفق البعيد.
مبدأياً، ترتبط السيادة بمفهوم استقلال وحرية الإرادة، لذلك يعد الاستقلال السياسي شرطاً لازماً لتمكين الدولة من ممارسة مظاهر سيادتها على الصعيديْن الداخلي والخارجي، فتكون ممارسة السيادة في جانبين؛ داخلياً، ويعني امتلاك الدولة سلطة شرعية مطلقة على جميع الأفراد والمجموعات التي يتعين عليها إطاعة السلطة السيدة داخل إقليمها، وخارجياً، أي الاستقلال عن كل رقابة وتدخل من أية دولة أخرى أو منظمة دولية. بعبارة أخرى، يُفترض في السلطة السياسية التي تجسد إرادة الدولة وتمارس مظاهر السيادة باسمها أن تكون مستقلة وموحّدة، وفي وضع يمكّنها من فرض إرادتها وسيطرتها في الداخل وهيبتها واحترامها في الخارج، وأن تكون قادرة على التعامل بنديّة وتكافؤ مع الدول الأخرى.
فأين الدولة اللبنانية من هذه المعايير؟
- من الناحية الأمنية: يعيش اللبنانيون تناقصاً يومياً في شعورهم بالأمان والاستقرار، وتتناقص هيبة الدولة وقدرتها على ممارسة سلطاتها وسيادتها على القرارات الأمنية في البلاد. فها هو الشيخ أحمد الأسير يعلن نيّته وعزمه على إنشاء ميليشيا مسلحة لاستباحة أمن صيدا واستقرارها، ولتهديد السلم الأهلي من خلال دفع البلد إلى فتنة سنية - شيعية قد لا تسلم منها المنطقة العربية بأكملها في حال اندلاعها. أما عناصر "الجيش السوري الحر" وبعض المجموعات الإرهابية الأخرى، فتستبيح الشمال وجزءاً من البقاع اللبناني. وفي مشهد شبيه بسبعينات القرن الماضي، من خلال السيطرة على جزء من الجنوب، أو ما سُمّي فيما بعد "فتح لاند"، حاول بعض المسلحين السوريين، بمعاونة أطراف لبنانية من قوى 14 شباط، القيام باقتطاع مناطق لبنانية في الشمال للاستئثار بحكمها، والانطلاق منها إلى تقويض استقرار الدولة السورية.
- من الناحية السياسية: يعيش اللبنانيون اليوم على وقع التطورات الحاصلة في الميدان السوري، فكلما احتاج الغرب وبعض العرب إلى تصعيد ما، أو دخان يحجب الأنظار عن الخسائر التي تتكبدها المعارضة في سورية، قام حلفاؤهم اللبنانيون بتصعيد سياسي، وأمني أحياناً، للتعمية والاستحصال على مكاسب سياسية داخلية تعوّض ما يتمّ خسارته في سورية.
- من الناحية القضائية: تنازلت الدولة اللبنانية عن سيادتها القضائية في التحقيق ومحاكمة المتهمين في قضايا الاغتيال التي يثبت أنها مرتبطة باغتيال الحريري، وقد قامت الحكومة اللبنانية التي وقّعت بروتوكول التعاون مع الأمم المتحدة بالتنازل كلياً عن السيادة للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي تستهلك من أموال المكلّف اللبناني أموالاً طائلة، وقد نصّت المادة الرابعة من النظام الأساسي أن للمحكمة الدولية الخاصة ضمن اختصاصها أسبقية على المحاكم الوطنية في لبنان، وأن المحاكم اللبنانية تتنازل عن كامل اختصاصها لصالح المحكمة، وهو أمر لم تفعله دول أعجز وأقل تقدّماً من الدولة اللبنانية، كسيراليون وكمبوديا وغيرهما.
- من الناحية الاقتصادية: تعيش البنوك والأسواق المالية اللبنانية تحت رحمة منظمات الرقابة الدولية، خصوصاً الأميركية منها، التي تقوم بالتجسس على البيانات المالية، والتحقيق في جميع التحويلات المالية بذريعة "مكافحة الإرهاب". ومؤخراً قامت بعض المنظمات غير الحكومية وغير التابعة لأي هيئة دولية رسمية، بتهديد القطاع المصرفي اللبناني، وتوجيه أسئلة إلى حاكم المصرف المركزي أقل ما يقال فيها إنها انتهاك خطير لسيادة لبنان، وتدخل سافر في شؤونه الداخلية.
بالنتيجة، تشهد الدولة اللبنانية منذ الاستقلال وحتى اليوم تدخلات شتى في شؤونها الداخلية، ويبدو لبنان مسرحاً للكثير من العمليات الأمنية، وعمليات الحروب القذرة التي تقوم بها الاستخبارات العالمية؛ من مخططات اغتيال، إلى محاولات انقلاب، إلى بحث في تغيير أنظمة ومناطق عازلة، وحروب بالوكالة. في المقابل، يفسح معظم السياسيين اللبنانيين المجال لتلك التدخلات، فينتظرون "كلمة سر" خارجية لاتخاذ قرارات سيادية لبنانية صرف، ويربط معظمهم مصيره ومصير الوطن والشعب اللبناني بمصالح دول خارجية أجنبية وعربية لا همّ لها إلا مصلحتها القومية الخاصة.
في النهاية، ألا يحق للبناني أن يسأل: "بربّكم، عن أي استقلال تتكلمون؟ وبماذا تحتفلون"؟

Tuesday, October 9, 2012

يا أمين: السلالات التي أسقطها كل المتن، لن تنجح في ثلثه



يا أمين: السلالات التي أسقطها كل المتن، لن تنجح في ثلثه  
جاد ابو جودة-

اليوم سامي... وقبل سامي كان بيار.
قبل بيار كان أمين، وقبل أمين كان موريس.
مع موريس كان بيار، وقبل بيار كان أمين، وهكذا دواليك... إلى الأزل.
ولكن، ماذا بعد اليوم؟
في المتن كما هو، ماذا يضمن أمين بعد سامي، وألكسندر بعد أمين، وبيار بعد أمين، وأمين بعد بيار، وهكذا دواليك... إلى أبد الآبدين؟
بين الأقطاب الموارنة، هو الأول... من تحت.
وعلى المستوى المتني، فقد الصدارة منذ زمن.
مات خاله فصار نائباً، وباغتيال شقيقه باتت الرئاسة في متناول اليد.
استهل عهده بانقلاب كامل.

أبعد "رجال" بشير، ومن تل أبيب إلى دمشق قطع المسافة كاملة في سنتين.
أما ما تبقى، فبين انتفاضة وانتفاضة، مشوار على طريق الشام...
في مثل هذه الأيام قبل اثنين وعشرين عاماً، طردته "القوات" من عقر الدار، فغادر إلى فرنسا.
عام 1992 عاد برهة إلى لبنان ليمنع استيلاء سمير جعجع ترشيحاً على حزب الكتائب.
ومذذاك، غاب ولم يعد... إلا بدعوة من الرئيس بشار الأسد للمشاركة في أربعين والده حافظ...
منذ عام 2000، يحاول استرداد "العرين".
على أساس قانون غازي كنعان- رفيق الحريري، وبغض طرف من ميشال المر، وبأصوات حصدها من معظم الأفرقاء المسيحيين المعارضين، فاز بيار أمين الجميل بمقعد نيابي عام 2000.
أما عام 2002، فقلب التيار الوطني الحر موازين المتن لصالح كبريال المر.
عام 2005، تجلت الحقيقة واضحة، ففاز بيار بمقعد "شاغر".

أما التيار الوطني الحر فأول، بفارق كبير، عن سائر "المتنيين" غير الحلفاء. فحتى بلا ميشال المر، كان الفوز ممكناً بلائحة كاملة.
عام 2007 سقط أمين الجميل، ابن بيار ابن أمين ابن بيار ابن أمين... أمام مرشح "عوني" مغمور.
أما عام 2009، فأعاد التيار الكرَّة بستة مقاعد من ثماني، على رغم التفاهم مع حزب الله، والزيارة لإيران فسوريا...
في السياسة، وعلى رغم فوز سامي بدعم المر، بات مصير أمين بعد سامي، وألكسندر بعد أمين، وبيار بعد أمين وأمين بعد بيار... في خطر.
عام 2007 شتم الأرمن.
عام 2008 طرح ضم برج حمود إلى بيروت.
أما عام 2012، فقرر تقسيم المتن ثلاثاً: مشيخة ودائرتين.
فإذا لم يعد قادراً على كل المتن، فلا بأس بالثلث.
قسم البلدات والقرى والأحياء. وحتى العائلات المتنية الكبرى، بعثرها ثلاثاً.

إنه قانون الدوائر الخمسين، دوائر تقسيم المسيحيين ومنعهم من إنشاء قوة مؤثرة في السياسة، ليكون المجلس النيابي اليوم، والحكومة غداً بعد المجلس، والرئاسة بعد الحكومة، والإدارة والقضاء بعد الرئاسة والحكومة والمجلس...
إن الخيار اليوم في قانون الانتخاب واضح جداً: فإما أمين بعد سامي، وألكسندر بعد أمين، وبيار بعد ألكسندر، وأمين بعد بيار، وبيار بعد أمين... أو الإصلاح بعد التغيير، والتغيير بعد الرئاسة والمجلس والحكومة والإدارة والقضاء...
في السياسة، ولى عهد المشايخ.
والسلالات التي أسقطها كل المتن، لن تنجح في ثلثه.

Sunday, October 7, 2012

US foreign policy is a significant factor in The position of Christians in MENA, which is utterly disintegrating.


US foreign policy is a significant factor in The position of Christians in MENA, which is utterly disintegrating. The US, for example, is allied with criminal Zionism, the US is allied with Zio-Wahhabism, the US is allied with an increasingly Islamist Turkey, the US supports the jihadi/Takfiris against Syria and Lebanon, the US has strengthened the Muslim Brotherhood and the Salafist movement, the US supports Wahhabi/Takfiri tools in Lebanon and the scum Geagea, hell bent on supporting the eviction of Christians from their last stronghold in Lebanon, and so on... Thus, radicalization of the Islamic world and increasing Islamic terrorism is arguably abetted by Washington as is aggressive and expansionist and criminal Zionism..., at the expense of Lebanon's best interests.
We can recall the assassin in Chief Dick Cheney/Neocon vision of IsraHell allied with Saudi Arabia and the Gulfis versus Iran. Seems to be the Obama policy as well with Turkey added to the mix...
Meanwhile, the Christian communities of Iraq, Syria, Lebanon, Egypt, and Palestine are under severe pressure. Young college educated Turkish, Lebanese, Egyptian and other Christians are considering leaving as the Istanbul yuppie teeny-bopper/20 somethings don headscarves and attitudes and the government Islamicizes the country foreclosing prospects for Christians..., and the same is happening all over MENA...

Wednesday, July 4, 2012

لتكن عمامة السيّد تاج مؤتمر التلاقي بين اللبنانيين بكل طوائفهم


لتكن عمامة السيّد تاج مؤتمر التلاقي بين اللبنانيين بكل طوائفهم

الأربعاء 04 تموز 2012، الشيخ مالك الشعار -"

كلما ادلهمت الخطوب وكثرت المحن وطال ليل الأسى والحزن والألم تذكرت صاحب الوجه المشرق المضيء ... بعقله المستنير وبرؤاه الصافية وكأنه يمسك بزمام البوصلة السياسية في لبنان، ما شغلته جزئية أو حدث جانبي عن معركة الأصل وعن الغاية المرجوة من وجود أرباب العمائم والفكر والرأي ..
رحل بجسده نعم ... ولكن ما زال لسانه ينطق ويتكلم...
رحل بجسده ... وبقي عقله وفكره ...
رحل ... ولم يغب عن العين أبداً...
رحل ولكن ... ما زالت مدرسته جامعة، وما زالت مواقفه حاضرة...
ما زال الناس بحاجة إلى الاجتماع حول مائدته الفكرية ورؤيته السياسية..
حرام أن يغيب عن الناس أن لبنان بلد متميز وأن لب تميزه تعدد الانتماء الفكري والثقافي والمذهبي والديني...
وحرام أكثر أن يغيب عن الأذهان أن لبنان يموت إذا ضعف واحد من أجنحته..
تلكم هي بعض رؤاه .. وحدة البلد.. ووحدة المجتمع.. ووحدة الوطن ووحدة الأمة...
ولذلك عاش كبيراً ... ولم يشغل بتحقيق مأرب مذهبي أو طائفي أو سياسي... لأن حجمه كان بحجم الرسالة التي يدعو الناس إليها ....
ميزته الأساسية أنه كان صادقا في ما يدعو الناس إليه وما قال يوماً كلمة قصد خلاف معناها، همه الأساسي الوحدة التي هي صمّام الأمان الوحيد لدرء الفتنة وإطفاء نارها، وكم ينبغي أن نتحدث عن هذا الكبير الذي تفضل علينا بعقله ولم يأخذه معه....
وكم نحن بحاجة أن ندندن حول هذا الجوهر الإنساني الذي كان يعتبر الإنسان القيمة الحقيقية في الحياة..
سماحة العلاّمة الجليل المجدد المجتهد محمد حسين فضل الله كان آية من آيات الله بلين جانبه وصدق محبته وشدّة حرصه على أمته وبلده.. ولم يكن صاحب لقب يُضاف إلى عقله وشخصيته وإنما كان آية حقيقية جعلتنا نذكره بعد مماته ربما أكثر من حياته... لأن الفراغ ببعده اتسع، ولأن الحاجة إليه أشد .. لأن الخلاص الذي ينتظره لبنان لا بد وإلا وأن يمر عبر مدرسته الجامعة وجامعته الهادفة...
محمد حسين فضل الله ... كان رمزاً للتواصل وعِلماً للوحدة والتلاقي، وكان منارة لكل من يُريد أن يسلك طريق المحبّة والعطاء للإنسان.
كل هذه المعاني تجعلنا نعتصر ألما لغيابه و لغياب حركته وسرعة مبادرته التي كان يتحف بها وطنه وأمته عند كل خطب أو حدث..
وفي ذكرى غياب هذا الكبير ... أتقدم من اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بتقديم الرجاء أن تستوقفنا محطات اليأس التي تمر بنا لتكون عمامة السيّد تاج مؤتمر التلاقي بين المسلمين مع بعضهم وبين اللبنانيين بكل طوائفهم..
يرحم الله الإمام المجدد، ويجعل الخير والبركة في عقبه ... في أبنائه النجباء الذين استحقوا لقب وشرف السيّد .. ثم جعل الخير والبركة في كل مؤسساته وفي كل إرثه الفكري والثقافي والإعلامي ... وآمل أن نستحضر ابتسامته يوم أن تمتد الأيادي إلى بعضها لتتصافح وتتعانق.
لكَ من الله شآبيب رحمته وأسكنك الله فسيح جنانه وجمعنا بك تحت لواء سيدنا خاتم الأنبياء والمرسلين.. ولطف الله بالوطن والبلاد والعباد...

* مفتي طرابلس والشمال


http://www.opinion-maker.org/2012/02/lebanon-honoring-mohammed-hussein-fadlallah/



Wednesday, June 13, 2012

Al-CIAda is Syria and Lebanon has mobilized more than 10.000 Takfiri/Salafist assassins for Geo-strategic gains by the Western/Zioconned murderers...


ملف بالغ الخطورة.المفكر المصري محمد حسنين هيكل: "القاعدة" و"Blackwater" في سورية وحولها


Al-CIAda is Syria and Lebanon has mobilized more than 10.000 Takfiri/Salafist assassins for Geo-strategic gains by the criminal Western/Zioconned murderers....


اشار المفكر والخبير الاستيراتيجي المصري محمد حسنين هيكل في مقابلة نشرها موقع "قاسيون" الى ان "اعضاء من جماعة "القاعدة" وشركة "بلاك ووتر" الاميركية الشهيرة بتاريخها الخفي والدامي لبيع خدمات السلاح موجودة وإن باسم جديد في داخل سوريا وحولها".

واكد هيكل ان "هناك قرابة ستة آلاف فرد يتبعون لهذه الشركة يوجدون على الساحة في داخل وخارج سوريا لتنفيذ مخططات حلف الاطلسي والولايات المتحدة ودول عربية". واعرب عن "خشيته حدوث فراغ إستراتيجي كامل في المشرق، يمتد من شرق العراق إلى شاطئ المتوسط حال زعزعة النظام في دمشق"، محذراً من "تفكيك سوريا حال استمرار الوضع بما هو عليه، والمح في نفس الوقت انه لا يدعم الحكومة السورية".

اضاف انه "الآن هناك من يتدخل في الشأن السوري، بما يهدد بقاء سوريا، وهذا جزء من ملف خطير بالغ الخطورة". مستدركاً انه مازال يسمع "صوت جمال عبد الناصر يقول بنزاهة وأمانة وتجرد:ليس مهماً أن تبقى سوريا في الجمهورية العربية المتحدة، ولكن المهم أن تبقى سوريا". وقال انه يلمح تأثير وجود تنظيم "القاعدة" في سوريا، موضحاً "لست أعرف منطق الذين سهلوا للقاعدة أن تنفذ إلى سوريا لكي تنسف وتقتل".

واعرب عن دهشته من موقف انظمة عربية وتركيا تجاه ايران وسوريا، وقال: "أن بعض النظم العربية المحافظة تحولت فجأة إلى قيادات ثورية تقدمية تدعو إلى الثورة المسلحة، ثم الحملة على سوريا مضافا إليها الحملة على إيران". وحذر من تحول الصراع الرئيس في الشرق الأوسط من صراع عربي إسرائيلي إلى صراع سني شيعي، واصفاً اياه "فتنة أخرى في دار الإسلام نفسه وفي قلبه، وتلك خطيئة كبرى
".




Friday, April 20, 2012

What the Chinese can tell Russia about assassinations and the Zioconned USA about its most Infamous White House Murder INC, in the Levant...





What the Chinese can tell Russia about assassinations and the Zioconned USA about its most Infamous White House Murder INC, in the Levant, ever since the odious political assassination in Lebanon of Mr. Elie HOBEIKA, January 24th 2002 on direct orders from Washington DC and its Sordid OSP....

By Steve LeVVines;

The White house Murder INC....


MP and Ex-Minister Mr. Elie Hobeika: He who sows to the Spirit, will from the Spirit reap eternal life... Our Lebanese heroes who gave their lives on the altars of the nation also taught us that he who has faith in the nation, in liberty, and in the rights of its citizens will defend them with absolute vigor and most honorable dedication, and will not fear any threats, threat of oppression, the loss of position or property, or the disappearance of "Thyself" in a Fiery Syro/Israeli Car BOMB, orchestrated by the most infamous White house Murder INC, with CIA's Blessing, logistics, utter disinformation for plausible deniability and more....The US/Israeli Ziocons are cowardly and despicable individuals who should be locked up for life for their barbaric war crimes and extra-judicial assassinations....in the Levant and Worldwide!

If China can detain the wife of a top politician on suspicion of murdering a British businessman, can there be hope that Russia will adjudicate the jailhouse death of Sergei Magnitsky? What about the elevator execution of journalist Anna Politkovskaya? Or the nuclear-isotope poisoning of former KGB officer Alexander Litvinenko?

Beijing has detained Gu Kailai, the wife of now-disgraced Communist Party official Bo Xilai, on suspicion of murdering Neil Heywood, a long-time British business associate whose body was found in a Chongqing hotel Nov. 15. At first, Chinese authorities blamed alcohol poisoning, but yesterday they said he was murdered.

The hard facts are clear, most experts agree -- this is a real murder, and authorities suspect that Gu and a servant played a role in it. But the rest is politics, said Chris Johnson, a former senior analyst on China for the CIA, and now a fellow at the Center for Strategic and International Studies. Johnson told me that Bo crossed an invisible line: He had seemed destined to be elevated to the all-powerful standing committee of the Communist Party Politburo. But he had created powerful enemies along the way, and ultimately self-destructed when a senior aide fled into a U.S. Consulate on Feb. 6, and divulged details of Bo's corrupt dealings, and the Heywood murder. Breaking the law and common decency are one thing when you are a senior Chinese official, but it appears that having it aired very publicly is quite another.

Yet even by those standards Russia falls short: Judging by the history of the last five or six years, if you commit a high-profile murder in Russia, you can be fairly assured of going on with your daily life unmolested.

There is no indication of a Bo copycat in Russia. Why? Newsweek's Owen Matthews puts it this way: Russia is one of the few countries where it's cool to be an outlaw.

One might wonder whether there is a corollary in the case of Mikhail Khodorkovsky, the billionaire oil baron who is languishing in prison after crossing Prime Minister Vladimir Putin. It isn't. Bo is a political enemy of some powerful Communist Party officials, but not sufficient numbers to have prevented his elevation. Khodorkovsky fatally crossed the line simply by acting threateningly on a presumption that he could be a major political force.

Consider the Magnitsky case. To date, senior Interior Ministry officials implicated in his death have appeared to become rich, but have not been subject to any visible prosecutorial attention. This week, Russian prosecutors said they had closed a case against Larisa Litvinova, a doctor in the prison where Magnitsky died.

In November 2009, the 37-year-old Magnitsky -- a lawyer for American investor Bill Browder -- died in a Moscow prison after 11 months in detention on charges that he robbed the state of $230 million. The charges were brought by Interior Ministry officials whom Magnitsky had first accused of stealing the same money. Evidence collected by Browder appears to show that Magnitsky's death was a result of deliberate neglect of hepatitis and heart disease developed while he was in prison.

The case has resulted in a serious cloud over Russia, and the Kremlin. The U.S. has barred dozens of Russian officials from visiting the United States. In a statement, State Department spokesman Victoria Nuland said, "The investigation into the circumstances of Magnitsky's death has been inadequate and has failed to produce justice."

The Politkovskaya case follows a familiar pattern: Politkovskaya, who received numerous international awards for investigative journalism, was murdered in her apartment elevator in November 2006. Amid much local and foreign pressure, Russian authorities implicated gang members and police colonel. However, the defendants have gone free and vanished after acquittals, and authorities either never found, or simply did not publicly name, the mastermind.

Litvinenko, who had fled to the United Kingdom after revealing the existence of a KGB hit-squad-for-pay, died in December 2006 from the effects of ingesting Polonium-210, a nuclear isotope that had been dropped into his tea at a London hotel restaurant. U.K. authorities implicated Andrei Lugovoi, a former KGB acquaintance of Litvinenko's, and requested his extradition. Russia refused, and Lugovoi (pictured above right, next to Dmitry Kovtun, who was also implicated in the case) won a seat in the Duma.

Russian authorities have variously blamed exiled billionaire Boris Berezovsky for the murder, and suggested that Litvinenko poisoned himself....


Friday, April 13, 2012

The Saudis/Wahhabi filth have been ordering tankers by the bushel of late....


The Saudis/Wahhabi filth have been ordering tankers by the bushel of late....in the dire hope of an attack on Shia Iran.....

http://247wallst.com/2012/03/20/saudis-ready-fleet-of-tankers-to-send-to-the-us/

For the past week, the day rates for very-large crude carriers (VLCCs) has been rising to where $40,000/day is the going rate. The reason for the spike is that the Kingdom of Saudi Arabia has hired 11 of the 2 million-barrel-capacity VLCCs and has begun filling the

The Financial Times nails the reason:tankers with crude. Destination: USA.

The hiring spree was the most public move by the kingdom in a series of efforts aimed at bringing down oil prices from $125 a barrel towards $100.

The Saudis do not want crude priced at $125/barrel. Besides the massive tanker shipment, they are believed to be shipping crude to foreign storage terminals, as they did last year and they are bringing back on-line fields that have been shut-in, and planning to re-start a pipeline that would allow them to ship at least some of their crude in the event Iran closes the Strait of Hormuz.

The 22 million barrels that are being sent to the US are nearly equal to the 30 million barrels the US released last year from its Strategic Petroleum Reserve when the turmoil in Libya essentially stopped crude shipments from that country. The effect was to lower prices sharply, although they did rise again fairly quickly.

The Saudis are seeking to prove that they have the ability to replace any lost crude shipments from any country in OPEC. If they can do that, they retain their de facto leadership of the group. If they cannot, then Iran threatens to take over the cartel.

The tanker fleet has almost nothing to do with helping the US and everything to do with maintaining the Saudis’ position as the big dog in the Middle East. One side effect, of course, is that the President can take credit for lowering crude prices when, in fact, all he did was wake up in the morning. As for helping President Obama’s re-election hopes, this is way too early to have much impact — unless the Saudis can keep shipping extra millions of barrels until November.

Paul Ausick

http://www.theoildrum.com/node/9106#more

The US Energy Information Administration (EIA) recently released full-year 2011 world oil production data. In this post, I would like show some graphs of recent data, and provide some views as to where this leads with respect to future production.

World oil supply is not growing very much


Figure 1. World crude oil and other "liquids" supply has dropped below the 1983-2005 trend line in recent years. Actual data is from EIA International Petroleum Monthly, through December 2011.

The fitted line in Figure 1 suggests a “normal” growth in oil supplies (including substitutes) of 1.6% a year, based on the 1983 to 2005 pattern, or total growth of 10.2% between 2005 and 20011. Instead of 10.2%, actual growth between 2005 and 2010 amounted to only 3.0% including crude oil and substitutes.

The shortfall in oil production relative to what would have been expected based on the 1983-2005 growth pattern amounted to 4.7 million barrels in 2011. This is far more than any country claims as spare capacity. This is no doubt one of the reasons why oil prices are as high they are now. These high oil prices tend to interfere with economic growth of oil importing nations.

The shortfall in growth especially occurred in crude oil. Figure 2, below, shows crude oil production separately from substitutes.


Figure 2. World oil and other liquids supply, broken out into crude and condensate, natural gas plant liquids, other liquids (mostly ethanol), and processing gain (increase in volume from refining heavy oil), based on EIA data.

Between 2005 and 2011, crude oil production rose only 0.5%. It was mostly the substitutes that grew.

Top Oil Producers

The top five crude oil producers in 2011, based on the new data are

  1. Russia – 9.8 million barrels a day (mbd)
  2. Saudi Arabia – 9.5 mbd
  3. United States – 5.7 mbd
  4. China – 4.1 mbd
  5. Iran – 4.1 mbd

The top five producers when substitute liquids of various kinds are included are the same countries, but in a different order. On this basis, the US also appears to be closer to catching up to the top two.

  1. Saudi Arabia – 11.2 mbd
  2. Russia – 10.2 mbd
  3. United States – 10.1 mbd
  4. China – 4.3 mbd
  5. Iran – 4.2 mbd

While substitute liquids are OK, they are not really crude oil. Natural gas liquids are the largest category. In the US, they sell for a little less than half as much as crude oil, based on the composition and costs shown in this post. On an energy content basis, they provide about 70% as much energy per barrel as crude oil.

“Other liquids” has also been growing. It is mostly ethanol, which has about 60% of the energy content of crude oil per barrel. This category also includes biodiesel, liquid fuels made from coal or from natural gas, and even a mixture of water with very heavy oil called “Orinoco emulsion“.

There is also growth in “processing gain”. This term refers to the extra volume that is gained when long hydrocarbons of heavy oil are”cracked” into shorter molecules. The EIA assigns this growth back to the country doing the refining. The US comes out ahead in this comparison because it imports a lot of heavy oil, and uses its complex refineries to crack it into shorter chains, such as diesel fuel and gasoline. If the heavy oil imports were to go to another country with complex refineries (such as China), the processing gain would go with it.

Looking at the Top Five Oil Producers

Of the top five oil producers, only the US and China have been growing very rapidly, and China’s growth now seems to be hitting limits. Let’s look at the five largest countries individually.

Russian Oil Production

Between 2005 and 2011, Russia’s oil production (including substitutes) grew by 7.5%. This is better than the world average of 3.0%, but still falls short of the expected growth between 2005 and 2011 of 10.2%, mentioned above, based on the 1983 to 2005 world growth pattern.


Figure 3. Russia oil and other liquids production based on EIA data.

In 2011, Russia’s crude oil production grew by 0.6%. Growth may be slowing even further in the future. Russian Economic Minister, Elvira Nabiullina, was recently quoted as saying that Russia’s possibilities for crude oil growth have been exhausted and that Russia’s oil output will stabilize at the 2011 level for the next 20 years.

Saudi Arabian Oil Production

Figure 4 (below) shows that Saudi Arabia’s oil production has not increased much on an annual basis since 2005.


Figure 4. Saudi Arabia oil and other liquids production, based on EIA data.

Looking at crude oil only, Saudi Arabia’s production is down by 0.8% since 2005. If one includes natural gas plant liquids (mostly ethane, propane, and butane), Saudi Arabia’s oil production for the year 2011 is up by 0.6% since 2005. This is less than the world average of 3.0%.

Saudi Arabia’s oil production bounces around. Admittedly, for some individual months, Saudi Arabia has broken its own record for crude oil production, but there is no pattern of continuously increasing production, such as is needed to increase world oil supply.

United States Oil Production

US oil production is growing (total liquids supply increased by 21.2% between 2005 and 2011), but the major portion of the growth is coming from oil substitutes.


Figure 5. US oil and other liquids production, based on EIA data.

A comparison of the thickness of non-blue bands on the US graph with those of the world (Figure 2) and with other countries shows how disproportionate the US mixture is.

If we look at US crude oil production by area of the country, we see that while Bakken production in North Dakota has been growing, it is still a small proportion of US total production.


Figure 6. US crude oil production by area, based on EIA data.

Before the shale oil rush, the biggest growth in US oil production had been from what I have called “deepwater”(what is called “Federal Offshore” in the EIA data). This production is down by over 200,000 barrels a day in 2011, more than double the growth in North Dakota production.

The other recent area of oil production growth is Texas. While EIA data does not break the production out by field, higher production from the Eagle Ford shale and the Permian Basin are likely major contributors.

China’s Oil Production

China’s oil production plateaued in 2011, after many years of strong growth.


Figure 7. China oil and other liquids production, based on EIA data.

Figure 7 shows that China’s oil production for 2011 slightly decreased. The Financial Times recently reported that part of the problem is an outage of over 150,000 barrels a day in the Penglai 19-3 field, which reduced production starting in September 2011, but is now coming back on line. But even apart from this, China is reported to be struggling to find new production to offset declines in aging fields. The Financial Times calls the outlook “challenging”.

If China’s oil production fails to grow in the future, or declines, it means that China will need to import even more oil than it has in the recent past. This will put even more pressure on world oil supply.

Iran’s Oil Production

Iran is constantly in the news with discussions of more sanctions and the possibility of cutting off Iran’s oil exports. While it is listed above as fifth in world oil production, it is almost tied with China for fourth in world oil production.


Figure 8. Iran oil and other liquids production, based on EIA data.

Iran’s oil production hit a high point in 2005, and is down slightly from that level. Its exports are down even more:


Figure 9. Crude oil and natural gas liquids production (gray), consumption (black line) and exports (green). Data is from BP, and only through 2010. Graph from Energy Export Data Browser.

The fact that Iran’s oil production is not growing is no doubt one of the reasons it is interested in electricity production from nuclear energy.

In my view, Iran’s oil exports of over 2 million barrels a day are very much needed to maintain reasonable stability in world oil prices. We would be better off finding a different way to settle our differences with Iran than cutting off exports.

Other Areas of Interest

The North Sea has been a problem area, with declining production. EIA data does not show this grouping separate. Instead it shows data for Europe in total.

Europe has surprisingly low oil production. On a crude oil basis, Europe’s 2011 production is below that of Iran (3.4 mbd for Europe, and 4.1 mbd for Iran). With the various substitutes included, Europe’s production is approximately equal to that of China – 4.3 mbd, and slightly ahead of Iran’s at 4.2 mbd.


Figure 10. Europe oil and other liquids production, based on EIA data.

Clearly Europe has a very serious problem with falling oil production. In 2011 alone, crude oil production was down by 8.9%, and more broadly defined liquids were down by 7.4%. Europe’s declining oil production is no doubt contributing to it financial problems.

In contrast to Europe, there are a number of bright spots with respect to world oil supply.

Canada’s oil supply is increasing:


Figure 11. Canada oil and other liquids supply, based on EIA data.

Of course, one of the issues relating to Canada is that quite a bit of the increase is from the oil sands. This production is of concern for environmental reasons.

The Former Soviet Union excluding Russia is another area where production has been increasing, at least until recently.


Figure 12. Former Soviet Union (FSU) excluding oil and other liquids supply, based on EIA data.

The graph would seem to suggest that production may have plateaued in this area, as well.

Qatar is a small country, but is showing rapidly increasing production from a small base:


Figure 13. Qatar oil and other liquids production, based on EIA data.

Iraq is often mentioned as an area which may have increased production in the future.


Figure 14. Iraq oil and other liquids production based on EIA data.

Figure 14 shows that there really hasn’t been a huge increase in production so far. Past history is so unstable that it raises questions about Iraq’s ability to ramp up production in the future.

Libya is mentioned as having a possibility of increasing production, at least relative to the drop off in 2011.


Figure 15. Libya oil and other liquids production, based on EIA data.

While some increase from the 800,000 barrels a day production EIA reported for December seems likely, it may never fully get back to its old level. A recent analysis says Oil Production Still Unstable in Libya. According to this article, security concerns are likely to hold back future investment by outside companies in Libyan production, and sluggish political decision-making is likely to hold back actions of Libya’s National Oil Company.

Various African countries are mentioned from time to time as providing new sources of production. But when we look at African production, excluding that of Libya, we see that at least so far, African production, excluding Libya, is on a plateau.


Figure 16. Africa excluding Libya oil and other liquids production, based on EIA data.

Brazil is also mentioned as a growth opportunity.


Figure 17. Brazil oil and other liquids production, based on EIA data.

The actual increases to date have been small, however. Crude oil production in 2011 increased by only about 51,000 barrels a day over 2010. Ethanol production decreased, so that total liquids production decreased slightly in 2011.

Conclusions

It is easy to find small opportunities where it looks possible to increase oil production, but on a world-wide basis, it appears likely that at best, very slow growth will continue. The oil production of China and Russia were previously increasing, but now seem to be hitting plateaus. Even smaller groupings, such as the FSU excluding Russia, seem to be hitting plateaus.

Future prospects for oil supply look to be worse, especially if Iranian exports are taken off line, or if there are unexpected surprises on the downside. One concern is that political disruptions may take oil production offline in additional countries. Anther is that financial disruptions (perhaps related to European debt defaults) may lead to lower oil prices, cutting off some marginal supply.

On balance, it would appear that at best, oil production in the near future will be virtually flat, leading to more spiking of oil prices and greater world economic problems. Another possibility is that world production will begin to decline. The likelihood of decline would appear to be increased if more oil exporters encounter political disruptions, or if the world enters a major recession leading to an oil price decline.

This post originally appeared on Our Finite World.

Be aware that this is production only (analyzes the top 5 in 2011 Russia. Saudi Arabia, US China, Iran. with regional reports on other areas] without reference of NET EXPORTS, which considers the internal use of hydrocarbons by producing nations, leaving what is left for export - of the top 5 only 3 have export -two are importers, USA and China....