Saturday, November 13, 2010

« فهمتونا غلط».. وفهمناكم صـح .....الأرعن ورؤوس النعام



الأرعن ورؤوس النعام
ابراهيم الأمين

كان ينقص لبنان أرعن في رئاسة الحكومة. يقف ويرفع إصبعه ويهدّد وزيراً في الحكومة كأنّه موظف في شركاته المتعثّرة، أو جار من الذين يُمنعون من إيقاف سيّاراتهم قرب منازلهم، ومن استقبال الضيوف أو فتح النوافذ أو توظيف نواطير قبل الحصول على إذن خاص، وذلك لأسباب أمنيّة.
كان ينقص لبنان أن يقف شخص، صودف أنّه ابن رئيس سابق للحكومة، لم تُعرَف له جدارةٌ في أيّ جامعة انتسب إليها، ولم يحفظ سورة الفاتحة بلغة عربية صحيحة، أن يرفع إصبعه ويهدّد شخصاً مثل شربل نحاس، لأنّ الأخير أصابه من حيث يحتسب أو لا يحتسب، وأصاب معه فرقة من الدجّالين الذين لا يتوقّفون عن أداء دور الببّغاء التي تعيد تكرار ما يقال لها أو أمامها.
كان ينقص لبنان أن يصرخ شاب يعاني أزمة «نقص في التسلية واللهو» بوجه خبير كبير، وقامة من قامات لبنان، شاء من شاء وأبى من أبى، وأن يهدّده بأنّه سيجعله يدفع الثمن غالياً. ما الذي فعله سعد باشا، هل هو مزاح أم تهديد بأنّه سوف «يلطي» لشربل خارج قاعة الحكومة أو على خط السكة في صيدا حيث يتوعد الزعرانُ أوادمَ المدينة؟ أم سيرسل له حرسه أو مرافقيه ليضربوه؟ أم سيمنع عنه راتبه الشهري، أو يشكوه إلى المحكمة الدولية؟ أم سيقضي عليه نهائياً؟ ما معنى الذي قاله سعد الحريري الذي روت «يديعوت أحرونوت» قبل أيّام، نقلاً عن مصادر من الواضح أنّها أميركية، أنه «على شفير انهيار عصبي»؟

كان ينقص لبنان أن يخرج علينا من جرى تلقيمه كلمة الدولة والعبور إليها وبنائها، وكل هذا الدجل، ويهدّد وزيراً يأمل اللبنانيون أن يكون عندنا مثله بعدد الثلث المعطّل، وأن يرفع إصبعه في وجهه لأنّه حذّر داخل الحكومة من الضغوط الأميركية والإسرائيلية في ملف المحكمة الدولية؟ هل يجرؤ سعد الحريري على مواجهة السيّد حسن نصر الله، أو النائب وليد جنبلاط، وقد قالا ما هو أكثر وضوحاً وأشدّ إيلاماً؟

كيف يوافق سليمان ووزراء المعارضة على تهديد وزير وتجاوزه ومحاولة إيذائهكان ينقص لبنان أرعن من صنف «رجال الصدفة»، وهو يرفع إصبعه بوجه واحد من أذكياء لبنان، من الذين يعرفون البلد «حلّة ونسباً»، وذنبه أنه لا يمكن الكذب عليه، أو إيهامه أو احتواؤه أو إغراؤه إو إغواؤه، وذنبه أنه قال صراحة داخل الحكومة وخارجها ما يجب أن يقال صبح مساء منذ أُدخلت البلاد سوق النخاسة باسم الحقيقة والعدالة.
كان ينقص لبنان أرعن لا يريد للدولة أن تقوم، بل يريد ملعباً يمكّنه من إبراز مواهبه في الركض والكلام المبعثر، وأن يهدّد هذا الأرعن من يرفض سرقة أموال القطاع العام، ومن يقول إنه يمكن معالجة المشكلات إذا كانت هناك آليّات علمية لإدارة الدولة ومرافقها.

لكنّ المشكلة ليست في الأرعن وحده، بل في الذين سمعوا كلامه وتهديداته وصمتوا، ولم يبادروا إلى رفع الصوت رفضاً لهذا الأسلوب المهين لكل من كان على طاولة مجلس الوزراء يومها.
هل يكون مقام رئاسة الجمهورية محفوظاً عندما يشاهد رئيس البلاد «رئيس حكومته» يهدّد وزيراً؟ وهل يُحفظ مقام رئاسة الحكومة إذا كان شاغله شتّاماً يريد النيل من كرامات الناس وربما أكثر؟ هل يستحقّ باقي الوزراء الثناء وهم يقفون من دون حراك، لا يرفع أحد يده اعتراضاً ولا يصرخ آخر بوجه الأرعن، ولا يقف ثالث على رأس قدميه مشيراً إلى الأرعن بالصمت؟
كيف تعبّر قوى المعارضة عن تضامنها السياسي ولا يقف وزير من قواها، من حزب الله إلى تيار المردة أو كتلة الرئيس نبيه بري، ولا يردّ الكلام والتهديد عن رفيق لهم، يقف الآن في مقدّمة الصفوف في مواجهة أكبر عملية تزوير تتعرض لها مرافق الدولة المنتجة؟ كيف يمكن هؤلاء جميعاً، القبول بالذي حصل من دون القيام بخطوة للدفاع عن أنفسهم لكونهم وزراء يمكن هذا الأرعن أن يهاجمهم مرة أخرى بالضرب مباشرة ما دام التهديد قد أتيح له الآن؟ ما الذي كان ينتظره هؤلاء: أن يُخرج الحريري مسدّسه ويطلق النار على نحاس... أم ماذا؟
ماذا فعل رفاق نحاس من وزراء تكتل التغيير والإصلاح؟ هل هذا ما علّمهم إيّاه العماد ميشال عون الذي لا يقبل لأحد منهم الإهانة من ابنه أو شقيقه أو رفيقه في الحزب؟ من الذي بلع ألسنتهم وجعلهم يصمتون عن تهديد رفيقهم وهم يعرفون أنه كلام يشملهم واحداً واحداً؟

وأكثر من ذلك. يتّصل أرعن صغير، موظف عند الأرعن الكبير، بمكتب وزير الاتصالات لإلغاء اجتماع كان قد طلبه من يُفترض به أن يكون رئيس الحكومة، مستخدماً عبارات لا تليق ببني آدم. ثم يرسل الأرعن في طلب أعضاء الهيئة المنظمة للاتصالات، بخلاف الأصول التي تقتضي سؤال الوزير أو حضوره، ويطلب منهم تقديم تقارير تقول إن الوزير يخالف القوانين، وإنه يؤخر عمل الدولة، وإنه يفتح مشاريع ليست مطلوبة مثل الألياف البصرية أو الجيل الثالث من الهاتف الخلوي.
وإلى جانب ذلك، يرفض الأمين العام لمجلس الوزراء إعطاء وزير الاتصالات نسخة عن مداخلته في جلسة الحكومة ونسخة عن «تهديد الأرعن» لأن القانون لا يسمح له بذلك. يعني أن «دولة الرئيس البوجي» يعطي الحق لرئيسه بأن يهدّد ويشتم، ويمنع عن المهدَّد والمشتوم أن يدافع عن نفسه... ماذا يفعل البوجي هنا، هل بات هو الآخر من شهود الزور؟
ثمة أشياء لم تعد تحتاج إلى مزيد من الكلام. ثمة أرعن وجب إرساله الى إصلاحيّة تؤهّله لكي يكون تلميذاً في صف ابتدائي، قبل أن يطمح ليكون رئيساً للحكومة.

« فهمتونا غلط».. وفهمناكم صـح!

نصري الصايغ-

هل نعيش حالة سوء فهم متبادل؟ هل سوء الفهم مؤقت؟
أصرّ السيد حسن نصر الله في ذكرى يوم الشهيد، على «فهمتونا غلط». وكررها مراراً، مرة للشرح، ومرة للتنبيه، ومرة للتحذير، ومرة لدرء الآتي من «أيام الماضي الآتية». (عذراً للشاعر انسي الحاج. الظرف وحده جعلنا نستبدل عنوان كتابه «ماضي الأيام الآتية»).
رابط الخطاب كان: «فهمتونا غلط».
أغلب الظن، أن المسألة ليست سوء فهم، إذ، لا يعقل أن يكون هذا البناء السياسي اللبناني، في الثقافة والسياسة والتربية والنظام و... المقاومة، هو نتاج سوء فهم. إن سوء الفهم إذا تكرر، وأصرّ أصحابه على المزيد منه، يدخل في باب الخيارات وليس في باب الأخطاء الناتجة عن سوء استعمال العقل، أو سوء استعمال الاستدلال، أو سوء استقراء التجارب المرة، الكثيرة والمفجعة.
لم يلتئم لبنان مرة في تاريخه، على الخيارات الاستراتيجية. أفضل لحظات وفاقه الوطني، عندما يكون الاقليم في حالة غيبوبة، أو عندما تكون القوى العظمى، في حالة انشغال في قضايا دولية نائية.
هو هكذا. منذ التأسيس، أو، حتى من قبل. كيان يعرج على عكازين، بشكل غير مستقيم، وغالبا ما يتعثر ويقع.
هو هكذا. نصفه هنا ونصفه ضد الهُنا. وهو مع الهناك.

وعليه، فالمسألة ليست «فهمتونا غلط»... لأنهم يجيدون القراءة جيداً، لكن في كتاب آخر. وقد تناوب على تأليفه، جهابذة الانعزال، ومفكرو الحياد، ومنظرو «قوة لبنان في ضعفه»، ومفلسفو الاعتدال، ومروجو بضائع «المجتمع الدولي».
هذا كتاب من كتب التأسيس للبنان. وقد جاء من يحاول تأسيساً جديداً. ولقد كان لهذا التأسيس منطق آخر ونص آخر، يتبنى مذهباً نقيضا لمذهب الانعزال و... وصولاً إلى مذهب الانحناء أمام نصائح «المجتمع الدولي»، والتنازل أمام أوامر مؤسساته.
حجر الزاوية كان تغييراً في الاتجاه: لا ينبغي أن يبقى لبنان، نتاج لاءين: لا للشرق ولا للغرب. لا ينبغي أن يكون عنوانه الدائم «هيك وهيك»، كمكان اقامة دائم، كما اختارها له رئيس الحكومة الأسبق الحاج حسين العويني.

لبنان، الذي أراده الفرنسيون شارداً، طائراً في غير سربه، جسر عبور، ملجأ للأقليات، رأس سوق للغرب باتجاه الشرق ومستودع أموال للعرب الخائفين على جيوبهم وحقائبهم... هذا اللبنان، جرّب هذه الصيغة وفشل. جرّب الهروب من العروبة، فحضر عبد الناصر إليه، بقوميين عرب لبنانيين غير مستوردين من الخارج، لأن أصل العروبة لبناني/شامي. جرب الهروب من فلسطين، ونأى بنفسه عن المشاركة، فحضرت فلسطين بكامل عدتها، كقضية وكمقاومة، وأقامت فيه روحاً... جرب الهروب من دمشق، فأقامت فيه وفوقه وعليه... جرب أميركا، فأحضرت المارينز مرتين وغرقت في رمال الأوزاعي... جرب فرنسا، فنال منها ما لم تنله مستعمرة لها في افريقيا. جرّب اسرائيل، فحضرت بآلتها المدمرة، واغتصبت وأشادت رئاسة لأيام، وفجرت مقاومة بلا هوادة.
لا يقع ذلك في سوء الفهم، بل في سوء الخيارات. ليست المسألة «فهمتونا غلط». انهم أصحاب فهم آخر. والمقاومة صاحبة فهم جديد. وهي تحاول تأسيس الكيان، على قاعدة القوة وليس على ناصية الضعف. والقوة مكلفة، وثمنها باهظ، فيما الضعف يعفي النفس من الجهد، ويستسيغ الاتكال على... واللائحة تطول.
الرابع عشر من آذار، فريق له جذوره في «الفهم اللبناني» الخاص بمرحلة «لبنان أولا». وهو شعار كتائبي بحت، وقواتي مؤصل. ومنه انتقل إلى «مصر أولا» مع السادات، وإلى «العراق أولاً» مع الاحتلال ومن معه ومن خلفه ومن ساومه... هذا ليس جديداً بالمرة.

أما وقد انجزت المقاومة بالتجربة، ما لم تنجزه دول وجيوش وجحافل وآبار نفط، وشعارات، وأمم متحدة، وجامعة عربية، فإنها وضعت الجميع، هنا وهناك العربي، وهنالك الأجنبي، في موضع الدفاع المستميت عن فلسفة الضعف كنتاج لفلسفة الانعزال، (وهو ليس انعزالا لبنانيا أبداً، فالانعزالية العربية تمتد من المحيط الخائب إلى الخليج العائب).
في المواجهة بين آفة الضعف المتمكنة من كثيرين، في الثقافة والسياسة والاجتماع والمصالح، ونعمة المقاومة، المتمكنة من تقرير مصائر الماضي القريب والمستقبل الأقرب، لا مفر من السؤال: كيف يدار الصراع، بين 14 آذار و8 آذار، بين «لبنان أولا» و«المقاومة دائماً».
انتصار المقاومة في فصول المواجهة الأربعة، يشير إلى أن الانتصار الخامس على الأبواب. فماذا عن الفصل السادس والسابع وما يليهما؟
أليس من حقنا أن «نفهم صح»؟ أليس من حقنا أن نعرف الجواب: «متى يكون لبنان كله أولاً، بجيشه وشعبه ومقاومته، مقاومة مصانة، محروسة بنظام سياسي من طبيعتها، وثقافة من صلبها، وتربية من جدواها، وإيمان بعدالتها.
إلى السيد نقول: «فهمناكم صح»... أما «فهمتونا غلط» فتحتاج إلى تصحيح... الآخرون في لبنان يفهمون... لكنهم يقرأون حواشي السياسة، ولا ينتظمون في متن القضايا.

Thursday, November 11, 2010

البطريرك صفير ينضم إلى 14 آذار

.


«إن رفع الصلوات من مجلس المطارنة الموارنة لا يصغي اليه الله إلا إذا أتى من قلوب صافية نقية وليست من باب المجاملات وبالكلام الفارغ»



البطريرك صفير ينضم إلى 14 آذار


Since the outbreak of the Civil War the Lebanese, both politicians, all the Clergy and the party leaders in Lebanon have supported Syria, Iraq, Iran, Saudi Arabia, Israel, the Palestinians, the United States, France, Britain, Egypt, the Soviet Union, communism, socialism, pan-Arabism, Baathism, CIA, MOSSAD, AMAN, DIA, DGSE, BND, MI6, SIMI, KSA, GID, CSIS, and very likely a slew of others isms, with very few Lebanese politicians coming out in support of Lebanon....

يريد بعض اللبنانيين، ان يكون البطريرك الماروني، على غير ما هو عليه. يصر هذا البعض على أن يتخلى عن سيرته السابقة، وقد اتسمت بالثبات والعناد والوضوح الصارخ. يطلب هذا البعض أيضاً من غبطته أن يرتكب المستحيل، ويطلّق قوى الرابع عشر من آذار.

قليل من التعقل. لا تشي سيرة البطريرك صفير التي رسمها بخطواته ومواقفه وعظاته ومداخلاته ومشاوراته، أنه من غير طينته أو خارج عن المرجعية الثقافية ـ التاريخية للبطريركية المارونية. لذا، كان صاحب الوحي والرعاية لقرنة شهوان، وكان صاحب الفعل والتأثير لأول بيان للمطارنة في لبنان، غبّ الخامس والعشرين من أيار العام 2000، وهو الأمين على التراث البطريركي، الذي كوفئ بجائزة لبنان الكبير، بعد هزيمة سوريا في ميسلون، وسقوط مشروع الدولة العربية الأولى، واستقى مواقفه ممن أنجبتهم الحالة اللبنانية/ المارونية، من اميل إده، وكتلته الوطنية، إلى الكتائب وفروعها المتعددة التي أوصلت بشير الجميل إلى رئاسة الدولة، بالحراب والدبابات الإسرائيلية.

لقد كانت البطريركية المارونية، الحارس الأمين «للصفاء اللبناني» و«النقاء اللبناني»، خوفاً من أي «شرك» عروبي أو فلسطيني أو إسلامي. لقد أرسى الصرح البطريركي أسساً للبنان المسيحي، لم يعرِّضها يوماً للمساءلة والمحاسبة من أحد. نظرته إلى لبنان، مقيَّدة بالخصوصية المارونية، والتميز المسيحي، والتشبّث بالكيان، والتملص من أي التزام عربي. هنري فرعون الكاثوليكي، عبَّر عن بكركي في اجتماعات تأسيس الجامعة العربية في القاهرة.

فترات «الابتسام المتبادل» في السياسة، مع القوى اللبنانية الطائفية الشبيهة، ولو على غير دين بكركي، حكمتها تكتيكات مرحلية. «الوئام اللبناني» كان لازمة لاستمرار الأرجحية المارونية، في أزمنة الصفو الإقليمي. ولما انقلبت الأرجحية لقوى طائفية جديدة، مارست البطريركية صروف الإحباط، واستنجدت بمن تيسَّر من الخارج... وصولاً إلى واشنطن.

«طول عمرها» بكركي تشكو من قلة لبنانية الآخرين. تشك بصفاء لبنانيتهم. تطعن بولائهم لدولتهم، لأنهم أشركوا بانتمائهم المنقوص، عروبة وقومية وفلسطينية وعقائد «هدامة»... «طول عمرها» بكركي، تئن من دمشق. مشكلتها معها، منذ الولادة القيصرية الدامية للبنان الكبير، ومشكلتها الكبرى، مع من هو إلى جانب دمشق. وعليه، فإن البطريرك، سيزور العالم كله، وسيراه قريباً إليه والى معتقده السياسي، وسيمتنع عن زيارة دمشق الأكثر بعداً عن مذهبه اللبناني.

فالبطريرك صفير، صادق جداً مع ثقافته. سياسته نتاج مارونيته السياسية، الطالعة من ثقافة الخوف من المحيط. وعليه، فهو مع 14 آذار، بلبنانيتها المستحدثة، وبثورة الأرز فيها، وضد حزب الله ومقاومته، ومع «القوات» التي ينتصر لفكرها المسلمون السنة، في «أكثريتهم»، وضد الجنرال عون المتفاهم مع «الشموليين».

ما جاء أعلاه، لا إساءة فيه لموقع البطريرك الديني أبداً. لم نتطرق إلى المعتقدات والطقوس وشروط الإيمان وكيفيات العبادة. فهذه، فوق السياسة، والمساس بها خطأ شنيع، ولن أرتكبه.

إذاً، لا حرج في ان نقول، ان من حق البطريرك صفير ان يكون في 14 آذار، أو في موقع ماروني سياسي آخر. وأظن أن هذا الأمر ينبغي التعامل معه، كبديهية سياسية... والمقولة هذه، ليست تكفيراً أو كفراً، بل هي تقرير لواقع الحال. ويفترض بعد ذلك التعامل مع البطريرك، كرجل سياسي فقط، لا غير، لأنه عند القيام بنشاطه لبنانياً، يتحرك في حقل السياسة. والسياسة مواقع مختلفة، ومنصات متباينة، ومصالح متناقضة، وقيادات متنابذة، وقضايا عظمى، قد تُسيل من الدم أكثر مما تسيل من الحبر.

أقول، البطريرك يتحرك كسياسي... البعض يحاول أن يضع حركة أصحاب المواقع الدينية والمذهبية كأنها في المقام الوطني. هذه، بكل تهذيب، مبالغة غير مقبولة. هذا، بوضوح، من نمط النفاق السياسي اللبناني. هذه تغطية مكشوفة لمن يتحرك سياسياً، ويغوص في التفاصيل، وفي أتفه التفاصيل، وفي أرخص التفاصيل، ثم، يطوَّب مقامه، بالمقدس الوطني.

المرجعيات المذهبية والطائفية في لبنان، ليست مرجعيات وطنية، ولم تكن كذلك في تاريخها. هي مواقع توظف ما لديها من نفوذ روحي/ مذهبي/ عقدي/ طائفي/ تربوي/ تنظيمي/ في خدمة أغراض ما دون السياسة أحياناً، وفي السياسة اللبنانية غالباً.

انهم يتدخلون في الصغيرة والكبيرة. أحياناً يطلبون تغطية فاسدين، والحجر على أوادم. ذاكرة لويس الحاج، كشفت كيف تتصرف المرجعيات الدينية، مع أصحاب القرار السياسي. يهون عندهم الحرام ويصعب معهم الحلال.

لا مرجعيات وطنية في لبنان، على مستوى المراجع المذهبية والطائفية. ولو كانوا كذلك، لاستدللنا على مرجعيتهم الوطنية، من خلال تحركهم الوطني.

يمر لبنان، بين يوم ويوم، وبين لحظة ولحظة، بمخاوف عظمى، قد تطيح بما تبقى من لبنان، دولة وشعباً ومؤسسات. المخاوف ناتجة عن عدم اتفاق القيادات اللبنانية وجماهيرها الطائفية، على قضايا وطنية كبرى، بل عظمى. ومع ذلك، فلم نجد مسعى أو تدبيراً أو محاولة، لتلتقي فيه هذه المرجعيات المذهبية «الوطنية»، في قمة، ولو على سبيل التمثيل، أو «الضحك على الذقون». كل مرجعية منصرفة إلى سَن مواقفها الحادة، وفق انتظامها الطائفي والمذهبي والسياسي.

فلبنان، ممزقاً حول قضايا وطنية، أهمها هويته ونظامه السياسي المنهوك والمنتهك وسلاح مقاومته وسلمه الأهلي وعلاقته بسوريا، لا يتفق على من «هم أعداؤه ومن هم جيرانه»، يكاد ينغلق وينشق ويهلك بسبب شهود الزور، والقرار الظني والمحكمة الدولية.

لا ينبغي للمتذاكين ان يدلونا إلى بيانات وزارية تلفيقية، كتبت في ليل التأليف الطويل، وخناجر النيات مختبئة تحت سرة اللغة. ولا يفترض بأصحاب الزغل الوطني، أن يهوّلوا علينا بكذبة «الوحدة الوطنية».

اننا نعيش في بلد، لا وطن فيه، كي تكون لنا مرجعيات وطنية. وطن اللبنانيين، طوائفهم ومذاهبهم... ويقيمون في قعر التخلف والتعصب.
فمن المنطقي، ان يكون البطريرك صفير مع «القوات» و14 آذار، ومع المحكمة الدولية، والقرار الظني، ولو أدى ذلك إلى خسارة المسيحيين بعض ما هم عليه. كما انه من المنطقي أن يكون مفتي الجمهورية، من يؤم الصلاة والسياسة مع سُنة 14 آذار، لا مع سُنة 8 آذار. وبديهي أن يكون أصحاب الرتب في المجلس الشيعي الأعلى، على المذهب السياسي لكل من «أمل» و«حزب الله».
هذه مرجعيات لأصحابها ولأوطانها الصغيرة، وليس للوطن الذي لم يحضر بعد... لذا، تفلسف البعض، عندما رأى إلى لبنان، انه مشروع وطن قيد الانجاز. والأصح، أنه مشروع بلد قيد الاجهاز الدائم على فكرة الوطن وفكرة الدولة وفكرة الشعب الواحد.

من يراجع تاريخ المرجعيات ومن يشببهها على مستوى التمذهب، يفترض به أن يخرج من اللباقات وأساليب النفاق... فلتتحمل كل مرجعية مسؤولية أفعالها وخياراتها. ومن يمكنه أن يرى أبعد من الأنف الطائفي قليلاً، فعليه أن يفرح بإدخال هذه المرجعيات في المعترك السياسي، والتعامل معها بالسياسة، وتدفيعها الثمن الباهظ... لا تخاض المعارك المدنية واللاطائفية، في المعتقدات والنصوص الدينية. تخاض في الميدان السياسي، ولو أدى ذلك إلى تشنج طائفي. وإنه لأمر مثير للسخرية أحياناً، أن ننزّه المرجعيات الدينية عن تصنيع هذا التشنج، فهم منه وفيه وبه، ومن دون هذا التشنج تفقد المرجعيات تأثيرها وتنعدم وظيفتها.

كتب ريجيس دوبريه، في زمن اعتقاله في بوليفيا، بعد استشهاد القائد الثوري العظيم تأملات فلسفية، جاء فيها رأي بالغ الأهمية: كانت المسيحـية دين المعذَّبين (بفتح الذال) وبعد ثلاثة قرون، صارت دين المعذِّبين (بكسر الذال). واضطر الناس لمقاومة هذا الانقلاب في سياسة هذا الدين، حيث انتقل من كونه دين الرحمة والحب والفقراء، إلى دين البطش والحقد والأثرياء. وفي مراحل النضال الشعبي المختلف، وانطلاقاً من حركات تنويرية وثورية، كانت الكنيسة تخسر في السياسة، وتستوطن في العزلة، إلى أن باتت عديمة التأثير في السياسة، وإن ظلت شديدة التأثير في ميدان الروح.

عندنا، المسألة معكوسة، لا تزال القوى الدينية والمذهبية، مصطفة اصطفافاً سياسياً، مع ما يلزم هذا الاصطفاف، من تلوّث وانحياز وأخطاء وخطايا وأحياناً جرائم (تذكروا تاريخ الدم في لبنان. ومن عفا عما مضى، ومن بارك القتلة).

عندنا، كي يعود الدين إلى وطنه الروحي، يلزم أن نجبره، سياسياً، وأن نهزمه في السياسة. خلاص الدين من رجالاته، يأتي ممن شقّوا عصا الطاعة على مرجعياتهم.
في هذا المقام، يتبوأ الوزير الراحل شهيدنا البطل الرئيس ايلي حبيقة مركز الجرأة. قرر أن يضع بكركي في مقام الدين، محاولاً تجريدها من الصدقية السياسية. نجح في عزل جماهير واسعة من المسيحيين عن مرجعياتهم الدينية. بدا، كأنه يصوِّب المسار المسيحي المشرقي... أخرجهم من تاريخ البطريركية السياسي، أخذهم عكس الاتجاهات الثقافية الانعزالية التي سادت طوال قرن... هل ينجح؟
أما المرجعيات الدينية والمذهبية الأخرى، فهي مطمئنة.. وهذا ما يثير القلق الكبير، على الوطن.

Friday, November 5, 2010

ثمار زيارة فيلتمان إلى لبنان : ميشال سليمان ونصرالله صفير رأسا حربة الدفاع عن النفوذ الاميركي ....وثالثهما يوضاس الاسخريوطي فمن هو يا ترى




لا يمر يوم إلا ويظهر حزب الله بانه قاصر سياسيا حين يتعلق الامر بالامور الداخلية ، الحزب الاكبر والاكثر قدرة على التنظيم يعاني من شهوة مفتوحة على الصبر والانتظار بسبب ودونه معطيا الفرصة تلو الاخرى لخصومه الكثر لتوجيه ضربات مجانية إليه كان يمكن أن يتفادها. فتحت شعار" الظروف الاقليمية والدولية " تمنع الحزب عن ضرب التحرك الاميركي الذي تلبس بلبوس السيادة والحرية والاستقلال في 2005 ، ثم سقط الحزب في فخ عميق هو فخ التحالف الرباعي (لم نسمع أن أحدا في الحزب دفع ثمن تلك الغلطة الهائلة السياسية نعم ولكن الوجودية ) ثم سقط الحزب في فخ نبيه بري حين رفض الاخير إقتحام السراي وتدميره فوق رأس الخائن فؤاد
السنيورة ، ثم عاد الحزب إلى تضييع الفرص مجددا حين نزل بسلاحه إلى الشارع في السابع من أيار وبدلا عن أن يستثمر الرصيد الذي ضيعه بذلك الاشتباك (شعبيا على الصعيد العربي) عمد إلى قتل اهدافه واحدا تلو الآخر فأعاد السنيورة إلى السلطة ثم سلم الانتخابات إلى سعد الحريري على طبق من فضة مصدقا بانه بذلك يمنع نمو التطرف السني في البلاد ناسيا بان بقاء الاميركيين أقوياء في لبنان عبر آل الحريري هو السبب الوحيد لقوة التنظيمات التفكيرية لانهم من يرعاها ويمولها ويمهد الطرق لها لاختراق المجتمعات العربية

إسرائيل التي هزمها الحزب مرتين إكتشفت نقطة ضعفه ، فقلوب قادته ضعيفة عن ضرب عملاء الداخل لانهم سنة ، ومعركة بيروت والجبل أثبتت ذلك ففي الجبل كانت قسوة مقاتلي الحزب اوضح أما في بيروت فلولا حركة أمل والحزب القومي لقام الحزب بالاعتذار من عناصر تيار المستقبل فردا فردا على إعتقالهم

هذا الفتخ المخابراتي الاسرائيلي تستخدمه إسرائيل وأميركا إلى الحد الاقصى ، وبين إنتظار وإنتظار يتلاعب سافل تافه وضيع مثل سعد الحريري بمصير بلد ، والانكى أن الحزب الممسك بملفات اقليمية كبرى يتلاعب به حاليا جيفري فيلتمان بقرار منه ، فالاخير قدم إلى لبنان بعد أن أبلغ وزيرة الخارجية بانه ذاهب لصد هجمة حزب الله ولافشال خططه ودون إستخدام أي إمكانيات اميركية حقيقية ..سألته كلينتون كيف ..فقال : لدينا البطريرك صفير الذي يعتقد دينيا بان المسيح يتجسد بالجسد في اي مسؤول اميركي رسمي وبالتالي فهو يطيعني طاعته للاله ، ولدينا نازيو اليمين الانعزالي الذي يرى في إسرائيل معشوقته والنموذج المحتذى وأولئك الصبيان الموارنة والمسيحيين يعتقدون بانهم هم أنفسهم جزء من الغرب وأن دورهم حصرا هو سم بدن المسلمين والعرب فقط لا غير وأنا قادة السنة الموالين للسعودية فتي تي تي تي أنا بروح على لبنان وهني دوما بجيبتي
أتى الاستاذ جيفري فيلتمان إلى لبنان وذكر الرئيس اللبناني بالتعهدات التي قطعها للاميركيين بترتيب من الجاسوس الياس المر وسال فيلتمان رئيس الجمهورية : أنت معنا أم معهم وهل سيذهب أحفادك للدراسة في طهران أم في هارفرد ؟ وهل تريد التمديد أم تريد الذهاب إلى البيت لينتقم من يأتي بعدك من صهرك المصون ؟؟
قال الرئيس ميشال سليمان : ولكن يا جيف شو بعمل بالسوريين وبحزب الله ؟؟
قال جيف : قل لهم أنك لا تريد مخالفة البطريرك حتى لا تخسر مسيحيا وإذا إضطر الامر عليك بالمماطلة .
في تلك الليلة وصل داوود الصايغ إلى منزل الياس المر واخبره بان الريس سعد الحريري جاهز لدفع أي مبلغ يطلبه فخامة الرئيس ، وسعرو بسعر جاك شيراك
رفض الرئيس الرشوة المالية لانه مبدأي وقال للالياس المر ...تفو عليك يا الياس أنا بدي آخذ رشوي من سعد الحريري ؟؟ شو أنا بلا ضمير ؟؟ شو بدك ياني خون مبادئي؟؟
وين بدك ياني روح من وش ربي ؟
كيف بدي نام على مخدتي وراسي مرتاح ؟؟
ما أنا بعتون لحزب الله زيارة نجاد وتصريح نيويورك منشان ساعة متل هالساعة !! وحياة الرب يا الياس (تابع فخامته) ما بردني عن مواقفي إلا ملك الموت ...أنا ميشال سليمان وعدت الاميركيين قبل ما أوعد السوريين وحزب الله واللي سبق شم الحبق وخلصنا نقطة على السطر ...
وأما ما قالته صحيفة الأخبار عن أن الرئيس زار سعد الحريري سرا في بيته وقدم إليه في سيارة من أمن الحريري فهو كلام عار عن الصحة لأن الرئيس لم يقم بزيارة الحريري في بيته بل زار بيت الرئيس في بيت الحريري لانهما سويا يعتبران كل بيت لهما بيت للآخر ،لذا إقتضى التنويه ...هل يصمد الرئيس في صف الاميركيين؟؟ على علم الجميع أنه حين كان قائدا للجيش لم يلعبها مع حزب الله وأما الآن فمن غير الممكن أن يعلبها مع سوريا وهو الذي تعهد بان يحمي المقاومة برمش العيون !!! العارفون يقولون لنا ضيعتونا !! لا ضيعناكم ولا شي ، كل القصة أن الرئيس فخامته يعني يلاعب جيفري فيلتمان لحين ساعة الحسم عندها سيتخذ الموقف الصحيح ..
وأما إجتماع بكركي اليوم فما هو إلا ثمرة من ثمار زيارة العزيز جيف وفي هذا الوقت لا يزال حزب الله ينظم صفوفه الكترونيا ويقيم المناورات التكتيكية

Wednesday, November 3, 2010

General Amine Hoteit, a true Lebanese HERO.



General Amine Hoteit, a true Lebanese HERO.


أمين حطيط: بان كي مون يغيّر الوقائع ويحرفّها


في الثالث من آب الماضي، دخلت اسرائيل الى بلدة العديسة تحت حجة قطع شجرة بينما كان الهدف الأساس زرع كاميرات مراقبة.

الجيش اللبناني تصدّى للمحاولة وتكبّد شهداء. الشكاوى رُفعت من الجانبين وكان يُفترض أن تكون اليونيفل الحكم الموضوعي بينهما. إلاّ انّ تقرير الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون الرابع عشر عن تطبيق القرار 1701 أظهر وقوف اليونيفل كطرف في الحكم على الحادثة، التي حمّلت مسؤوليّتها للجانب اللبناني. فأعلن التقرير صراحة مسؤوليّة لبنان كاملة عن الحادث. فهل يحق لهيئة أمميّة ان تكون طرفاً غير موضوعي في نزاع كهذا؟

العميد المتقاعد امين حطيط أكّد لإذاعة "صوت المدى" أن تقرير بان كي مون يشكّل فضيحة دولية لأنّه انقلب على مفهوم الخط الأزرق الذي يُعتبر خط انسحاب، والأرض التي وقع فيها الاعتداء الإسرائيلي على لبنان أرض لبنانيّة ولا علاقة للأمم المتّحدة مطلقاً بتحديد هويّتها لأنّها مكرّسة منذ العام 1963 بأنّها لبنانيّة.

رأى حطيط أنّ الموقف الدولي الجديد بالغ الخطورة لأنّه يتضمّن أمرين أساسيين مرفوضين تماماً: الأمر الأول الانقلاب على مفهوم الخط الأزرق والأمر الثاني اعتماد المنطق الإسرائيلي في التعامل مع الأرض اللبنانيّة، ولأنّه انقلب على الخط الأزرق يضيف حطيط جاز له بعد ذلك ان يعتبر سلوك اللبنانيين في الدفاع عن أرضهم اعتداء، إنّما لو كان حريصاً على مفاهيم الأمم المتّحدة وعلى اتفاقات الأمم المتّحدة وتعهّداتها لكان اعتبر الفعل الاسرائيلي في الأرض اللبنانية هو اعتداء والفعل اللبناني هو دفاع عن النفس.

حطيط لفت الى انّ الجيش الإسرائيلي تقدّم في العديسة بدباباته ولم يتقدّم بفرق كشفيّة والجيش اللبناني لم يبادر الى إطلاق النار الصائبة منذ الطلقة الأولى كما يدّعي ويكذب بان كي مون بل إنّ الجيش اللبناني أطلق النار التحذيرية، وعندما لم ترتدع اسرائيل وأطلقت ناراً في اتجاه الجيش اللبناني الذي قام بدوره بإطلاق النار ليحدث فيها الإصابات المؤكّدة التي بات يعرفها الجميع.

حطيط أضاف:" وبالتالي وحتى في هذه النقطة إن بان كي مون يغيّر الوقائع ويحرّفها خدمة للمصلحة الصهيونية وهذا ليس بغريب على أمم متّحدة تسيّرها أميركا وتجعل من مندوب صهيوني سفيراً لها متجوّلاً بين العواصم خدمة للمصلحة الصهيونيّة.

وفي اتصال مع المكتب الإعلامي التابع للأمم المتّحدة في بيروت كان الجواب عدم إمكان التعليق على تقرير لم يُعلن رسمياً بعد، إنّما توزيعه لغاية الآن على السفارات والهيئات الدبلوماسيّة فحسب ووصل إلى الاعلام عن طريق التسريب

العميد المتقاعد أمين حطيط ، فارس مغوار ، رجل عسكري فهيم ولكنه في العمق رجل تحليل إستراتيجي ، خبرته العسكرية أعطته سمعة النزيه الغير طائفي الغير متملق ، وإلتزامه الديني القديم وميوله الاجتماعية المحافظة لم تعني له يوما إنتماء حزبيا أو طائفيا وعلى الرغم من أنه ينحدر من اسرة مرتاحة ماديا لانها تملك الارض التي تعمل بها إلا أنها أسرة عاملة واهله مزارعين يجنون تعب أيديهم ويبذلون عرق جبينهم في سبيل لقمة العيش .

كان العميد حطيط من الضباط الاوادم في الجيش ولم يكن يوما إلا إبن دولة ورغم إنشغاله في التعليم العسكري وفي الممارسة اليومية للمسوؤلية على قدر ما يسمح به موقع عسكري في جيش لبناني إلا أن حطيط تابع تحصيله الاكاديمي حتى درجة الدكتوراة

لم يكن للرجل أي تاريخ مخابراتي ولم يكن يوما من الضباط الخاضعين لسوريا أو لجوني عبدو أيام سطوة الاخير على الجيش اللبناني في زمن سركيس .

لكن بعد تقاعده وبعد أن تحولت المعركة في لبنان إلى معركة مصير بين تحويل البلد إلى بلدية تديرها السفارة الاميركية خرج أمين حطيط من قمقم البعد عن السياسة ومارس دورا هاما جدا في التحليل الاستراتيجي حتى صار مرجعا في مسائل سياسية ترتبط بالاستراتيجيات الاميركية والاسرائيلية في لبنان وهو على رغم تحفظه الواضح إلا أنه شديد الاقدام والشجاعة في ارائه السياسية ولا يخشى من أن يعادي الاميركيين المستعمرين علنا على عكس كثير من أترابه الذين يضربون ضربة على الحافر وأخرى على المسمار

على الرغم من كل ما لدى الرجل من كفاءة إلا أن إختيار نواب الشيعة إلى البرلمان تخطاه في النبطية حيث فاز المهاتما عبد اللطيف الزين بالمنصب إلى جانب محمد رعد .

مقارنة بين كفاءات الزين وحطيط تقودنا إلى أن زعماء الشيعة في لبنان يريدون تابعين وخدما لا رجالا ويبدو بان بري يسعده ويرضي غروره أن يكون من بين نوابه بيكا تاريخيا بدلا عن كفاءة عسكرية وحقوقية وأكاديمية أثبتت فعاليتها
مبروك ولأحزاب الله الشيعية ما لديهم من مومياءات في البرلمان ومبروك للعميد حطيط الادمي أنه ليس تابعا لاحد إلا لضميره


....

رأى المحللّ الإستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط أنّ هدف جبهة المقاومة والممانعة في لبنان تأمين الإستقرار ومنع الفتن، والوقت يلعب لصالح معسكر اللمناعة "ما يتطلبه من جهد اليوم سيتطلبه جهد يسير غداً، ومن تعجّل بشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه".

وقال حطيط في حديث لمحطة الـ"otv" مع الإعلامي جورج ياسمين: "جبهة المقاومة وحزب الله يريد التهدئة ومن أجل ذلك استراتجيته منع اسباب الفتنة. وإن لم يستطع، سيحاول منع إنفجارها، إن لم يقدر، يمنع من إنتشارها. وإن لم يغلبها سخنق الفتنة في مهدها".

أضاف حطيط "المشروع الصهيوني الأميركي يدفع بأدواته في لبنان لإشعال الفتنة من خلال القرار الإتهامي. لأنّه وفق ما سربّه الإسرائيلي للدوائر الفرنسية، خطتهّم تبدأ مع صدور القرار الإتهامي وإتّهام الطائفة الشيعية لتأجيج الصراع الفتنوي فينشغل حزب الله في الدفاع عن نفسه بحسب تقديراتهم لحوالي 10 أيام أو أسبوعين، فتدخل اسرائيل على الخطّ (بعد رصد الميدان) على خطين، الأول لضرب البنى التحتية والثاني بدخول قواتها البريّة". يكمل حطيط حديثه التلفزيوني: "ما نشرته جريدة السفير اليوم من أنّ اسرائيل جاهزة في حربها على لبنان كلام غير صحيح لأنّ جهوزية جيشها كما الملاجئ ليست جاهزة. والسيناريو الفرنسي الذي أشيع اليوم هدفه التهويل فقط. والفتنة لن تستمرّ بأحسن حال لأيام معدودة، فالحسم سيكون سريعاً في معرض الدفاع عن الذات".

وباسهاب يوضّح حطيط فكرته: "قرار الحرب على لبنان من قبل اسرائيل مُتخّذ، ولكنّها تنتظر إستكمال جهوزيتها، نتيجة متابعاتنا ورصدنا نؤكد عدم جهوزية جيش اسرائيل على الإطلاق والدليل على ذلك إختبار جيشها الفاشل للقبّة الفولاذية (من قبل منظومتي صواريخ فقط) ولهذا السبب قرروا تأجيل نشر النتائج لعام 2011. ما يجري الآن نوعٌ من التهويل للإبتزاز، فهم عاجزون عن إصدار القرار الإتهامي لأنّ ارضية الفتنة لم تجهز بعد. حربهم النفسية تهويلية ومكشوفة هدفها الوحيد إبتزاز جبهة المقاومة وشدّ عصب فريقهم السياسي".

سأله جورج ياسمين: يوجد في لبنان من هو ضدّ حزب الله. لكن أيوجد لبنانيين يريد تهيئة الأجواء لإسرائيل ومساعدتها؟ اجاب حطيط: "عملاء اسرائيل وأميركا كثر في لبنان من بينها قوى سياسية، أثناء عدوان 2006 ألم يطالب الرئيس السنيورة بنزع سلاح المقاومة لوقف الحرب. هناك قاعدة ذهبية في هذا الموضوع "من سار في طريق الخيانة خطوة عاش فيها الى الأبد. لا أسلّم بعميلٍ أو جاسوس يتوب. من يكون آداة للخارج لا يمكنه أن يوقف تعامله. قد يجمّد عمله.... وهذه هي تجربتنا كواقع في الجيش".

يكمل حطيط حديثه: "الفتنة لن تستهدف الشيعة في لبنان اليوم، عام 2006 كانت الحرب تريد إجتثاثهك من الجنوب مع رمي حوالي المليون و200 ألف قنبلة عنقودية في اليومين الأخيرين. فظروف تهجير الشيعة غير متوفرة. ما يريدونه الآن هو إجتثاث المسيحيين نهائياً من لبنان. الأميركي ومن خلفه الإسرائيلي يعملان لتنفيذ السياسة الصهيونية بحذافيرها. فهما لا يريدان مسيحيين في الشرق لإعتبارات كثيرة". يضيف: "المسيحيون في العراق كان عددهم حوالي مليونين. اليوم أصبحوا حوالي مئتي ألف، وذلك بفضل الإحتلال الأميركي. لأنّ جلّ ما يريدونه بتفريغ المنطقة من المسيحيين لتأجيج المنطق الصهيوني العنصري".

يتابع حطيط حديثه: الفتنة إذا وقعت في لبنان ضحيتها الأوائل هم المسيحيون لا السنة ولا الشيعة. حرب لبنان عام 1976 ألغت صلاحيات القرار المسيحي القوي في السلطة ليصبح بيد رئيس الحكومة فقط. واليوم يستكمل حذف المسيحيين بمشروع الفتنة بعدما الغى اتفاق الطائف قرارهم السياسي".

مشروع المقاومة بحسب حطيط يستند على ركيزتين. الأولى، الدفاع عن السلاح للوقوف في وجه اسرائيل والثانية لمنع تهجير المسيحيين من لبنان. وسلاح المقاومة حماية للمقاومين بالدرجةالأولى من اسرائيل وحماية للمسيحيين بالدرجة الثانية".

وسأل حطيط عن هدف مهاجمة المسيحين في العراق رغم تاريخهم السلمي؟ يقول: "الجماعات التكفيرية تدور في جو الأميريكيين، والدول المُسماّة معتدلة من قبل أميركا تحتضن تلك الحركات الأصولية وتضرب الوجود المسيحي، وللأسف الحركات الأصولية التي استجلبت الى لبنان لزرع الفتنة لم تتمركز قرب المناطق الشيعية بل قرب المناطق المسيحية، وتساندهم أدواة مسيحية".
حطيط لم يستغرب تصرّف بعض قادة المسيحيين بسياسة الإنتحار قائلاً: "من قتل طوني فرنجية وداني شمعون وهجّر المسيحيين من الجبل وشرق صيدا لن تكون مهمتّه سوى الإستمرار بتهجيرهم. ما يدعو الى الإستغراب هو تصرّف صاحب الرعية بهذا النهج... هدف الكاهن ابعاد الخطر عن رعيته كما تقول الليتورجيا المسيحية، فلمَ يستقدمون الخطر لرعيتهم؟ سيرهم وراء قاتل أخوتهم المسيحيين في العراق الأميركيين ومن خلفهم الصهيونية لن تجلب الاّ الخراب للمسيحيين".

أضاف حطيط الأنظمة المتشددّة إسلامياً هي اكثر الأنظمة المتعاونة مع اسرائيل، والرجل الذي هجّر المسيحيين في لبنان معروفٌ ولن نسميّه ميدان عمله الأمني فقط المناطق المسيحية لا الشيعية. وأيّ نظام ترعاه أميركا لن يكون فيه أثراً للمسيحي، لأنّ المسيحي في الشرق يكذّب أطروحة "صراع الحضارات" ولأنّه يمنع التعصّب ويؤمّن الإنفتاح ويأخذ مكان الإسرائيلي. فيما يقول الإمام علي بن ابي طالب "الناس إثنان: اخٌ لك في الدين، ونظير لك في الخلق".

وإشار حطيط الى انّ الحكومة برئاسة سعد الحريري معطلّة أصلاً وكلّ ما يُطلب منها تمرير الوقت لتحيّن الظروف "الميت لا يموت والباب المفتوح لا يُفتح... ونفضيل أحدهم المحكمة على الحكومة يكشف سعيهم وتفضيلهم لشغب على الإستقرار...".