فكر مرتين عن ماذا يخاف اللبنانيون التكلم؟
هي أمور متعلقة بطييعة، بشخصية، بفكر أو بمجتمع يكاد يتعود الخوف والتطنيش لأنهم يريدونه مجتمعاً خاضعاً مستزلماً يخاف حتى العدل لأن عدل الأرض أبعد من أن يحق الحق ويحمي المظلوم فتبقى السترة هي أريح بال ولو على حساب كرامتك وأخلاقك.
نحن نعيش في مجتمع يتصف بالكذب أو التكاذب، بالسخافة أو الإستهزاء بالعقول الراجحة. نحن نعيش في غابة يربح القوي لبطشه ويرزح الضعيف لأنهم بمالهم وسلطتهم وضعوا الشروط والحدود.
من يتجرأ على مواجهة السياسيين وأزلامهم بالفساد؟ من يتجرأ ويتكلم عن الكنيسة أو دار الأفتاء أنهم فاسدون؟ من يتجرأ على قول الحقيقة مهما كانت صعبة ومكلفة؟ ولماذا أصلا يجب أن تكون مكلفة؟ كان علينا الشد على يد كل قائل كلمة حق ومهاجم الباطل والمزيف!
إلا أننا في مجتمع فاسد يعيش الجبن لأنهم أوصلوه الى أن يهتم بالأساسيات، الأكل والشرب، ولو من فتات موائدهم. من يتجرأ ويصف السياسيين والدولة والقضاة والقوى الأمنية ورجال الدين والمجتمع المدني وأصحاب الأموال بما يفكر عنهم وبالعلن، فيقول من هو الفاسد وليس ذكياً ومحتالاً، من هو القاتل والمجرم وليس زعيماً ومناضلاً، من هو الفاسق والمبيض وليس الغني وصاحب الأعمال الخيرة، من سرقني وجعلني أصبح شحاذاً مقابل أن يعلّم أولاده ويوظفهم من ضرائبي وأموالي. من يتجرأ ويقول إننا نعيش في بلد يكذب فيه المرء على نفسه ومن يتكلم بالشرف فهو غبي والكرامة تقف عند الخط الأخضر حيث تتحول الأخلاق الى سيارة أجرة يستقلها كل من يدفع.
من يتجرأ ويواجه الحقيقة أن السطحية مستشرية، فهم مصرون على أنهم يحبون الحياة وملوا من السياسة والحرب يريدون التمتع بالسهر والكأس و... ولكنهم جاهلون الى حد الثمالة أنهم يأخذون بلداً ويهدوه الى مجرمين وفاسدين يتشاركون المغانم ويتوزعون على سلطات البلد كلها دون استثناء بداية بالدينية ولوكنت مؤمناً فأني أبعد من أن أرى وجه الرب بهؤلاء.
أنتم لا تتجرأون على قول إنكم جائعون وهم من جوّعكم، إنكم فقراء وهم من أفقركم، إنكم عاطلون عن العمل وأولادهم يعملون، إنكم ترون كل ما هو حولكم غير منطقي وغير طبيعي. أنتم تصمتون! ترون السرقة، الفساد والنفاق، تسمعون العظات من دجالين، ترون الشواذ ولا تثورون.
إعلام مزيف وأقلام مأجورة، الذي يتحفنا برأيه وتحاليله يتلحف ليلاً بالمال بدل الغطاء كي لايبرد حتى أنه أصبح يشعل موقده بأوراق خضراء. أدنى المستويات وأقل العقول فكراً تسيطر وتتريس على شعب وأعناق لأن هناك من يمولها ويدعمها. إننا في بلد غاب عنه المنطق كل لحظة من يوم عادي فتقع فيه الجرائم والسرقات، الفضائح والغرائب، ولا يتحرك إ‘نسان. وإن استغرب لحظتها ينسى في اليوم التالي وكأن شيئاً لم يكن.
مجموعات مجموعات، أصحاب فكر وآراء تقوم كلها على الكراهية والحقد. الهدف هو النفوذ والمال ولاشيء آخر. أفراد ضائعون يكرهون الكل ويتكلمون عن يأسهم من السياسيين وهم ضعفاء الى حد أصبحوا يصدقون زعامة نفسهم لنفسهم فيستقلون. أما من يحاول مدنياً، يقف عند فكرة رفضه لللأحزاب ويتعلق بأيدولوجية سياسية متشعبة يفهم هو جزء منها فكيف يُفهمها أو ينشرها.
أما المواضيع الشائكة فهي مسموحة ليتكلم عنها متحاورون على شاشة التلفزيون ولو بالسطحية والموضوعية الكاذبة. صحافيون يقال عنهم محللين وإن تابعتهم تعتقد أنهم يجلسون مع الخالق فهم تخطوا من يديرون الأمور دنيوياً. سياسيون مسيرون يقولون ما يحفظون ويتقيدون بما قال زعيمهم وان لم يعرف يوماً هذا الأخير أن يفرق بين شهادته الغير موجودة وشهادة من تعلم سنوات حتى يرى غيره يأخذ الشهادة من جهل فتصغر.
عن ماذا يخاف اللبنانيون التكلم؟ عن رجال الدين مثلاً الذين يعيشون المسامحة والتقشف فتسمع عنهم الأخبار وترى حياتهم كحياة النجوم والزعماء ويعطون المجد ويطلب منهم الغفران وهم لا يتمتعون بالأدراك ولا الوعي إلا للبكاء والمناشدة والإفصاح عن أراء غير نافعة فلمن يغفرون والرب لا يعرفهم.
أنتم تخافون من القول إنكم تخشون بعضكم وتغارون من بعضكم، إنكم متجذرون بالطائفية والمذهبية، إنكم تريدون مصلحتكم الشخصية ولا شيء غيرها، إنه طالما لا يتعلق الأمر بكم "كتر خير ألله، ما خصني، بعاد عن الشر، ما بتعاطى، شو بدي بهالشغلة" وأنتم بذلك تؤذون أكثر ولا تتحملون المسؤولية لأنكم معدومون...
هل هي نقمة أو أنها الحقيقة؟ هل هو كلام أم أنه الواقع؟ هل أكذب أو أتجرأ؟ أليس هذا ما تخافون التكلم عنه أم تريدونني أن أفصّل وأشرح؟ هل أفكر مرة أو مرتين؟ أو بلا ما تفكر بفكروا عنك...
نحن نعيش في مجتمع يتصف بالكذب أو التكاذب، بالسخافة أو الإستهزاء بالعقول الراجحة. نحن نعيش في غابة يربح القوي لبطشه ويرزح الضعيف لأنهم بمالهم وسلطتهم وضعوا الشروط والحدود.
من يتجرأ على مواجهة السياسيين وأزلامهم بالفساد؟ من يتجرأ ويتكلم عن الكنيسة أو دار الأفتاء أنهم فاسدون؟ من يتجرأ على قول الحقيقة مهما كانت صعبة ومكلفة؟ ولماذا أصلا يجب أن تكون مكلفة؟ كان علينا الشد على يد كل قائل كلمة حق ومهاجم الباطل والمزيف!
إلا أننا في مجتمع فاسد يعيش الجبن لأنهم أوصلوه الى أن يهتم بالأساسيات، الأكل والشرب، ولو من فتات موائدهم. من يتجرأ ويصف السياسيين والدولة والقضاة والقوى الأمنية ورجال الدين والمجتمع المدني وأصحاب الأموال بما يفكر عنهم وبالعلن، فيقول من هو الفاسد وليس ذكياً ومحتالاً، من هو القاتل والمجرم وليس زعيماً ومناضلاً، من هو الفاسق والمبيض وليس الغني وصاحب الأعمال الخيرة، من سرقني وجعلني أصبح شحاذاً مقابل أن يعلّم أولاده ويوظفهم من ضرائبي وأموالي. من يتجرأ ويقول إننا نعيش في بلد يكذب فيه المرء على نفسه ومن يتكلم بالشرف فهو غبي والكرامة تقف عند الخط الأخضر حيث تتحول الأخلاق الى سيارة أجرة يستقلها كل من يدفع.
من يتجرأ ويواجه الحقيقة أن السطحية مستشرية، فهم مصرون على أنهم يحبون الحياة وملوا من السياسة والحرب يريدون التمتع بالسهر والكأس و... ولكنهم جاهلون الى حد الثمالة أنهم يأخذون بلداً ويهدوه الى مجرمين وفاسدين يتشاركون المغانم ويتوزعون على سلطات البلد كلها دون استثناء بداية بالدينية ولوكنت مؤمناً فأني أبعد من أن أرى وجه الرب بهؤلاء.
أنتم لا تتجرأون على قول إنكم جائعون وهم من جوّعكم، إنكم فقراء وهم من أفقركم، إنكم عاطلون عن العمل وأولادهم يعملون، إنكم ترون كل ما هو حولكم غير منطقي وغير طبيعي. أنتم تصمتون! ترون السرقة، الفساد والنفاق، تسمعون العظات من دجالين، ترون الشواذ ولا تثورون.
إعلام مزيف وأقلام مأجورة، الذي يتحفنا برأيه وتحاليله يتلحف ليلاً بالمال بدل الغطاء كي لايبرد حتى أنه أصبح يشعل موقده بأوراق خضراء. أدنى المستويات وأقل العقول فكراً تسيطر وتتريس على شعب وأعناق لأن هناك من يمولها ويدعمها. إننا في بلد غاب عنه المنطق كل لحظة من يوم عادي فتقع فيه الجرائم والسرقات، الفضائح والغرائب، ولا يتحرك إ‘نسان. وإن استغرب لحظتها ينسى في اليوم التالي وكأن شيئاً لم يكن.
مجموعات مجموعات، أصحاب فكر وآراء تقوم كلها على الكراهية والحقد. الهدف هو النفوذ والمال ولاشيء آخر. أفراد ضائعون يكرهون الكل ويتكلمون عن يأسهم من السياسيين وهم ضعفاء الى حد أصبحوا يصدقون زعامة نفسهم لنفسهم فيستقلون. أما من يحاول مدنياً، يقف عند فكرة رفضه لللأحزاب ويتعلق بأيدولوجية سياسية متشعبة يفهم هو جزء منها فكيف يُفهمها أو ينشرها.
أما المواضيع الشائكة فهي مسموحة ليتكلم عنها متحاورون على شاشة التلفزيون ولو بالسطحية والموضوعية الكاذبة. صحافيون يقال عنهم محللين وإن تابعتهم تعتقد أنهم يجلسون مع الخالق فهم تخطوا من يديرون الأمور دنيوياً. سياسيون مسيرون يقولون ما يحفظون ويتقيدون بما قال زعيمهم وان لم يعرف يوماً هذا الأخير أن يفرق بين شهادته الغير موجودة وشهادة من تعلم سنوات حتى يرى غيره يأخذ الشهادة من جهل فتصغر.
عن ماذا يخاف اللبنانيون التكلم؟ عن رجال الدين مثلاً الذين يعيشون المسامحة والتقشف فتسمع عنهم الأخبار وترى حياتهم كحياة النجوم والزعماء ويعطون المجد ويطلب منهم الغفران وهم لا يتمتعون بالأدراك ولا الوعي إلا للبكاء والمناشدة والإفصاح عن أراء غير نافعة فلمن يغفرون والرب لا يعرفهم.
أنتم تخافون من القول إنكم تخشون بعضكم وتغارون من بعضكم، إنكم متجذرون بالطائفية والمذهبية، إنكم تريدون مصلحتكم الشخصية ولا شيء غيرها، إنه طالما لا يتعلق الأمر بكم "كتر خير ألله، ما خصني، بعاد عن الشر، ما بتعاطى، شو بدي بهالشغلة" وأنتم بذلك تؤذون أكثر ولا تتحملون المسؤولية لأنكم معدومون...
هل هي نقمة أو أنها الحقيقة؟ هل هو كلام أم أنه الواقع؟ هل أكذب أو أتجرأ؟ أليس هذا ما تخافون التكلم عنه أم تريدونني أن أفصّل وأشرح؟ هل أفكر مرة أو مرتين؟ أو بلا ما تفكر بفكروا عنك...