لا يمر يوم إلا ويظهر حزب الله بانه قاصر سياسيا حين يتعلق الامر بالامور الداخلية ، الحزب الاكبر والاكثر قدرة على التنظيم يعاني من شهوة مفتوحة على الصبر والانتظار بسبب ودونه معطيا الفرصة تلو الاخرى لخصومه الكثر لتوجيه ضربات مجانية إليه كان يمكن أن يتفادها. فتحت شعار" الظروف الاقليمية والدولية " تمنع الحزب عن ضرب التحرك الاميركي الذي تلبس بلبوس السيادة والحرية والاستقلال في 2005 ، ثم سقط الحزب في فخ عميق هو فخ التحالف الرباعي (لم نسمع أن أحدا في الحزب دفع ثمن تلك الغلطة الهائلة السياسية نعم ولكن الوجودية ) ثم سقط الحزب في فخ نبيه بري حين رفض الاخير إقتحام السراي وتدميره فوق رأس الخائن فؤاد
السنيورة ، ثم عاد الحزب إلى تضييع الفرص مجددا حين نزل بسلاحه إلى الشارع في السابع من أيار وبدلا عن أن يستثمر الرصيد الذي ضيعه بذلك الاشتباك (شعبيا على الصعيد العربي) عمد إلى قتل اهدافه واحدا تلو الآخر فأعاد السنيورة إلى السلطة ثم سلم الانتخابات إلى سعد الحريري على طبق من فضة مصدقا بانه بذلك يمنع نمو التطرف السني في البلاد ناسيا بان بقاء الاميركيين أقوياء في لبنان عبر آل الحريري هو السبب الوحيد لقوة التنظيمات التفكيرية لانهم من يرعاها ويمولها ويمهد الطرق لها لاختراق المجتمعات العربية
إسرائيل التي هزمها الحزب مرتين إكتشفت نقطة ضعفه ، فقلوب قادته ضعيفة عن ضرب عملاء الداخل لانهم سنة ، ومعركة بيروت والجبل أثبتت ذلك ففي الجبل كانت قسوة مقاتلي الحزب اوضح أما في بيروت فلولا حركة أمل والحزب القومي لقام الحزب بالاعتذار من عناصر تيار المستقبل فردا فردا على إعتقالهم
هذا الفتخ المخابراتي الاسرائيلي تستخدمه إسرائيل وأميركا إلى الحد الاقصى ، وبين إنتظار وإنتظار يتلاعب سافل تافه وضيع مثل سعد الحريري بمصير بلد ، والانكى أن الحزب الممسك بملفات اقليمية كبرى يتلاعب به حاليا جيفري فيلتمان بقرار منه ، فالاخير قدم إلى لبنان بعد أن أبلغ وزيرة الخارجية بانه ذاهب لصد هجمة حزب الله ولافشال خططه ودون إستخدام أي إمكانيات اميركية حقيقية ..سألته كلينتون كيف ..فقال : لدينا البطريرك صفير الذي يعتقد دينيا بان المسيح يتجسد بالجسد في اي مسؤول اميركي رسمي وبالتالي فهو يطيعني طاعته للاله ، ولدينا نازيو اليمين الانعزالي الذي يرى في إسرائيل معشوقته والنموذج المحتذى وأولئك الصبيان الموارنة والمسيحيين يعتقدون بانهم هم أنفسهم جزء من الغرب وأن دورهم حصرا هو سم بدن المسلمين والعرب فقط لا غير وأنا قادة السنة الموالين للسعودية فتي تي تي تي أنا بروح على لبنان وهني دوما بجيبتي
أتى الاستاذ جيفري فيلتمان إلى لبنان وذكر الرئيس اللبناني بالتعهدات التي قطعها للاميركيين بترتيب من الجاسوس الياس المر وسال فيلتمان رئيس الجمهورية : أنت معنا أم معهم وهل سيذهب أحفادك للدراسة في طهران أم في هارفرد ؟ وهل تريد التمديد أم تريد الذهاب إلى البيت لينتقم من يأتي بعدك من صهرك المصون ؟؟
قال الرئيس ميشال سليمان : ولكن يا جيف شو بعمل بالسوريين وبحزب الله ؟؟
قال جيف : قل لهم أنك لا تريد مخالفة البطريرك حتى لا تخسر مسيحيا وإذا إضطر الامر عليك بالمماطلة .
في تلك الليلة وصل داوود الصايغ إلى منزل الياس المر واخبره بان الريس سعد الحريري جاهز لدفع أي مبلغ يطلبه فخامة الرئيس ، وسعرو بسعر جاك شيراك
رفض الرئيس الرشوة المالية لانه مبدأي وقال للالياس المر ...تفو عليك يا الياس أنا بدي آخذ رشوي من سعد الحريري ؟؟ شو أنا بلا ضمير ؟؟ شو بدك ياني خون مبادئي؟؟
وين بدك ياني روح من وش ربي ؟
كيف بدي نام على مخدتي وراسي مرتاح ؟؟
ما أنا بعتون لحزب الله زيارة نجاد وتصريح نيويورك منشان ساعة متل هالساعة !! وحياة الرب يا الياس (تابع فخامته) ما بردني عن مواقفي إلا ملك الموت ...أنا ميشال سليمان وعدت الاميركيين قبل ما أوعد السوريين وحزب الله واللي سبق شم الحبق وخلصنا نقطة على السطر ...
وأما ما قالته صحيفة الأخبار عن أن الرئيس زار سعد الحريري سرا في بيته وقدم إليه في سيارة من أمن الحريري فهو كلام عار عن الصحة لأن الرئيس لم يقم بزيارة الحريري في بيته بل زار بيت الرئيس في بيت الحريري لانهما سويا يعتبران كل بيت لهما بيت للآخر ،لذا إقتضى التنويه ...هل يصمد الرئيس في صف الاميركيين؟؟ على علم الجميع أنه حين كان قائدا للجيش لم يلعبها مع حزب الله وأما الآن فمن غير الممكن أن يعلبها مع سوريا وهو الذي تعهد بان يحمي المقاومة برمش العيون !!! العارفون يقولون لنا ضيعتونا !! لا ضيعناكم ولا شي ، كل القصة أن الرئيس فخامته يعني يلاعب جيفري فيلتمان لحين ساعة الحسم عندها سيتخذ الموقف الصحيح ..
وأما إجتماع بكركي اليوم فما هو إلا ثمرة من ثمار زيارة العزيز جيف وفي هذا الوقت لا يزال حزب الله ينظم صفوفه الكترونيا ويقيم المناورات التكتيكية